الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023

تفصيل دقيق في الاستعانة بالمخلوق فيما يَقْدِرُ عليه

قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

"الإنسان مأمور أنْ يُعِينَ أخاه، لكنّ الغير لا ينبغي أنْ يستعين، لأن الاستعانة بغيره من باب السؤال المذموم، 

لكن أنت إذا رأيتَ أخاك قد احتاج إلى مَعُونَة فأنت مأمور بأنْ تُعِينَه، 

ولكن لو استعنته فإنه ليس حرامًا، ليس حرامًا عليك، 

إنما هو تَرْكٌ للأولى،

➖إلّا إذا عَلِمْتَ أنّ استعانتك به ممّا يَسُرُّه وينشرح له صَدرُه، فهنا إذا استعنته تكون مُحْسِنًا إليه، ولا يُعَدُّ هذا من المسألة المذمومة، كما فَعَل النبي عليه الصلاة والسلام حين دخل بيته ووجد البُرمَة على النار فيها اللحم فلمّا قُدِّم له الطعام قال: (ألم أرَ البُرمَة على النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، لكن هذا لحم تُصُدِّق به على بَرِيرَة وأنت لا تأكل الصدقة، فقال: هو عليها صدقة، ولنا منها هدية) [متفَقٌ عليه].

أرأيتم بريرة في هذه الحال هل سيكون هذا الأمر شاقًّا عليها؟ أبدًا، بل سَتُسَر به وتَفرح، فأنت مثلًا إذا استعنت بأخيك بحاجة من الحوائج وأنت تعلم أنه يُسَر بهذا ويَفرح فإنّ استعانتك به تكون إحسانًا إليه، لكن لو استعنتَ بشخص يرَى أنّ استعانتك به أثقل عليه من جبل أحد، هل تستعينه؟ لا، لأنّ فيه إحراجًا عليه، وفيه إذلال لك أيضًا".


📻 تفسير سورة البقرة، الشريط ١-أ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.