السبت، 11 نوفمبر 2023

مَنْ أهَانَ السلطانَ أهَانَهُ الله

 عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، قال:

"ألَا لا يَمْشِيَنَّ رجلٌ منكم شِبرًا إلى ذِي سُلطانٍ لِيُذِلَّه، فلا والله، لا يَزالُ قومٌ أذَلُّوا السلطان أذِلّاءَ إلى يوم القيامة".

رواه ابنُ أبِي شيبة (٤٠٢٣٤) بسندٍ صحيح.


قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

"وإهانة السلطان لها عدة صور:

منها: أنْ يَسْخَرَ بأوامر السلطان، فإذا أمَرَ بشيء قال: انظروا ماذا يقول؟!

ومنها: إذا فعَلَ السلطانُ شيئًا لا يراه هذا الإنسان قال: انظروا، انظروا ماذا يفعل؟ يريد أن يهوّن أمر السلطان على الناس؛ لأنه إذا هوّن أمر السلطان على الناس استهانوا به ولم يمتثلوا أمْرَه ولم يَجتنبوا نَهْيَه.

ولهذا: فإنّ الذي يُهِين السلطان بنشر معايِبه بين الناس وذمّه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عُرضةً لِأَنْ يُهِينَهُ اللهُ عزّ وجل؛ لأنه إذا أهَانَ السلطان بمثل هذه الأمور تمرَّد الناسُ عليه فعَصَوْه، وحينئذٍ يكون هذا سببَ شرٍّ فيُهِينه اللهُ عزّ وجل. فإنْ أهَانَهُ في الدنيا فقد أدرَكَ عقوبته، وإنْ لم يُهِنْهُ في الدنيا فإنه يستحق أنْ يُهَانَ في الآخرةِ والعياذُ بالله".


📚 شرح رياض الصالحين ٣ / ٦٧٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.