الجمعة، 3 نوفمبر 2023

الطبقة المتوسطة بين العلماء الأكابر وبين عَوَام الناس: منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين


قال العلّامة الشَّوْكاني -رحمه الله- في ترجمة (علي بن قاسم حنش) :


"ومِنْ مَحَاسِن كلامه الذي سمعته منه:


الناس على طبقات ثلاث:

١- فالطبقة العالية: العلماء الأكابر، وهم يعرفون الحق والباطل، وإنِ اختلفوا لم يَنشأ عن اختلافهم الفتن، لِعِلمهم بما عند بعضهم بعضًا،


٢- والطبقة السافلة: عامّة على الفطرة، لا يَنْفِرُون عن الحق، وهم أتْبَاع مَن يقتدون به، إنْ كان مُحِقًّا كانوا مِثْلَه، وإنْ كان مُبْطِلًا كانوا كذلك، 


٣- والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر، وأصل الفتن الناشئة في الدين، وهم الّذين لم يُمْعِنُوا في العلم حتى يَرتَقُوا إلى رتبة الطبقة الأولى، ولا ترَكُوهُ حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة، فإنهم إذا رأوا أحدًا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه ممّا يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور، فوَّقُوا إليه سهام التقريع [يعني: التوبيخ]، ونسبوه إلى كل قولٍ شنيع، وغيَّرُوا فِطَرَ أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهاتٍ باطلة، فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق. 


هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه، 

وقد صدق، فإنّ مَنْ تأمَّل ذلك وجَدَهُ كذلك".


📚 البدر الطالع للشوكاني ١ / ٤٧٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.