الأربعاء، 27 نوفمبر 2024

العدل في الصبر على ظُلم الولاة؛ لأن في الخروج عليهم زيادة الفساد

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:

"لا يُعلَم العدلُ والظلم إلا بالعلم... فإنّ مِنَ العِلم والعدل المأمور به: الصبر على ظُلم الأئمة وجَوْرهم، وكما هو من أصول أهل السنّة والجماعة، وكما أَمَر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث المشهورة عنه... ونهَى عن قتالهم ما صَلَّوا؛ وذلك لأنّ معهم أصل الدين المقصود وهو توحيد الله وعبادته، ومعهم حسناتٌ وتَرْكٌ لسيّئاتٍ كثيرة.

وأمّا ما يقع مِنْ ظُلمِهِم وجَوْرِهِم بتأويلٍ سائغ أو غير سائغ: فلا يجوز أنْ يُزَال بما فيه ظُلم وجَور، كما هو عادة أكثر النفوس: تُزيل الشر بِما هو شَرٌّ منه، وتُزيل العدوان بما هو أَعْدَى منه، فالخروج عليهم يُوجِب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم فيُصبر عليه". اهـ


المستدرك على مجموع الفتاوى ج٥ ص١٢

٥-١٢٦

الأحد، 10 نوفمبر 2024

كلام قديم نفيس للعلّامة الألباني عن الجماعات الإسلامية المنحرفة عن السنّة

 قال الإمام الألباني -رحمه الله- قبل أكثر من ٣٠ سنة:

"ونحن إذا دَرَسْنا واقع الجماعات الإسلامية القائمة منذ نحو قرابة قرن من الزمان وأفكارها وممارساتها لوجدنا الكثير منهم لم يستفيدوا أو يفيدوا شيئا يُذْكَر برغم صياحهم وضجيجهم بأنهم يريدونها حكومة إسلامية، مما سبّب سفْك دماء أبرياء كثيرين بهذه الحُجّة الواهية دُونَ أنْ يحقِّقوا من ذلك شيئًا!
فلا نزال نسمع منهم العقائد المخالفة للكتاب والسنة، والأعمال المُنَافِيَة للكتاب والسنة، فضْلاً عن تكرارهم تلك المحاولات الفاشلة المخالفة للشرع".

[فتنة التكفير للألباني مع تقريظ ابن باز وتعليق ابن عثيمين، طبعة أبو لوز - الثانية، ص٤٣]

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

كم يُقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل!

قال العلّامة صالح الفوزان -حفظه الله-:

"الجهاد أمْرُه عظيم، إذا نُظِّمَ وصار على ما رسمه الله عز وجل صارَ جهادًا نافعًا للأمة.
أمّا إذا كان فوضى وبغير بصيرة وبغير علم فإنه يصبح نكسة للأمة وعلى المسلمين، فكم يُقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار وهم أقوى منه فانقضّوا على المسلمين تقتيلا وتشريدًا وخرابًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويسمون هذه المغامرة بالجهاد! وهذا ليس هو الجهاد لأنه لم تتوفر شروطه ولم تتحقق أركانه، فهو ليس جهادًا وإنما هو عدوان لا يَأمُر الله عز وجل به".

📚 الجهاد أنواعه وأحكامه ضمن سلسلة وصايا وتوجيهات للشباب ص٩١-٩٢ 

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

هل الشيعة بحكم الكفار وهل ندعو الله بأن ينصر الكفار عليهم؟

 سئل العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: 

هل يعتبر الشيعة في حكم الكفار؟ وهل ندعو الله تعالى أن ينصر الكفار عليهم؟


➖فكان من جوابه -رحمه الله-:


"الكفر حكم شرعي مَرَدّه إلى الله ورسوله، فما دَلَّ الكتاب والسنة على أنه كُفر فهو كفر، وما دل الكتاب والسنة على أنه ليس بكفر فليس بكفر، فليس على أحد بل ولا له أن يكفّر أحدًا حتى يقوم الدليل من الكتاب والسنة على كفره...


فالواجب الحذر من إطلاق الكفر على طائفة أو شخص معين، حتى يَعلم تحَقُّق شروط التكفير في حقه، وانتفاء موانعه.


إذا تبيَّن ذلك؛ فإنّ الشيعة فِرَقٌ شتّى... وعلى هذا يختلف الحكم فيهم بحسب بُعدهم من السنّة...


ومن فِرَقِهِم: الرافضة الذين تشيّعوا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم جميعًا- تشَيُّعًا مفرطًا في الغلو، لا يرضاه علي بن أبي طالب ولا غيره من أئمة الهُدَى، كما جفوْا غيره من الخلفاء جفاءً مفرطًا، ولا سيّما الخليفتان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- فقد قالوا فيهِما شيئًا لم يَقُلْهُ فيهما أحدٌ من فِرَق الأمة...


ومن قرأ التاريخ عَلِمَ أنّ للرافضة يدًا في سقوط بغداد، وانتهاء الخلافة الإسلامية فيها حيثُ سهّلوا للتتار دخولها، وقَتَل التتار من العامّة والعلماء أممًا كثيرة...


ومن عقيدة الرافضة (التقية) وهي أنْ يُظْهِرَ خِلافَ ما يُبْطِن، ولا شك أنّ هذا نوعٌ من النفاق يَغتر به مَنْ يَغتر من الناس.


والمنافقون أضَر على الإسلام من ذَوِي الكفر الصريح، ولهذا أنزل الله تعالى فيهم سورةً كاملة كان من هدي النبي ﷺ أنْ يَقرأ بها في صلاة الجمعة؛ لإعلان أحوال المنافقين، والتحذير منهم في أكبر جمْع أسبوعي وأكثره، وقال فيها عن المنافقين: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} .


وأمّا قول السائل: هل يدعو المسلم الله أن ينصر الكفار عليهم؟


فجوابه: أنّ الأولى والأجدر بالمؤمن أن يدعو الله تعالى أنْ يخذل الكافرين وينصر المؤمنين الصادقين، الذين يقولون بقلوبهم وألسنتهم ما ذكَرَ اللهُ عنه في قوله: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، ويتولّون أصحاب رسول الله ﷺ معترفين لكل واحدٍ بفضله، منزّلين كل واحد منزلته من غير إفراط ولا تفريط، نسأل الله تعالى أن يجمع كلمة المؤمنين على الحق، وأن ينصرهم على من سواهم".


📚 مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ٣ / ٥١ - ٥٨

السبت، 8 يونيو 2024

لا يمكن أن ينفصل ما كان عليه الصحابة عن سبيل أتْباعهم بإحسان مِنْ علماء السنّة

 لا يمكن أن ينفصل ما كان عليه الصحابة عن سبيل أتْباعهم بإحسان مِن علماء السنّة 


لذا قال الترمذي في جامعه: "وتفسِيرُ الجماعةِ عندَ أهلِ العِلم: هم أهلُ الفِقْهِ والعِلْمِ والحديث".


وقال الإمام ابن أبي العز -رحمه الله-: "الجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة، والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، فاتّباعهم هدى، وخلافهم ضلال".

شرح الطحاوية ٢ /٥٤٤


ويدل عليه أحاديث، منها: حديث الطائفة المنصورة الّذين لا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله.

قال الإمام البخاري في صحيحه: "وهم أهل العلم".


وكل جماعة منحرفة عن السنّة: منفصلة في قليلٍ أو كثير عن علماء السنّة الأعلام.

السبت، 11 مايو 2024

دعاة الحرية ليسوا أحرارًا

 قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

"ما مِنْ إنسان إلّا وهو عبد، 

إمّا أن يكون عبدًا لهَوَاه، 

وإمّا أن يكون عبدًا لمَوْلَاه، 

وكل إنسان له إرادة، 

وكل إنسان متحرك، 

ولكن ما هي الإرادة؟ 

وإلى أين التحرك؟ 

إنْ كانت الإرادة إرادة لله عز وجل 

والتحرك لِدِينه 

فهذه هي الحرية، 

وإذا كانت الإرادة لغيره، 

والتحرك لغير شرعه فهذه رِق [يعني: عبودية] 

ولهذا نرَى أنّ هؤلاء الفوضويّين الذين يريدون أن يكون الناس فوضَى مدّعين أنّ هذه هي الحرية 

نرى أنّ هؤلاء هم الذين ابْتُلُوا بالرِّق؛ لأنّ الشيطان استرَقَّهُم وجعلهم عبيدًا له، 

ولو عبدوا الله -سبحانه وتعالى- لَسَلِمُوا من هذا الرق، 

فهم تَرَكُوا الرق الذي خُلِقُوا له وبُلُوا برِقِّ النفسِ والشيطانِ، كما قال ابن القيّم -رحمه الله- في النونية:

هَرَبُوا من الرق الذي خُلِقُوا له ... وبُلُوا برِقِّ النفسِ والشيطان".

📚 تفسير سورة الصافات ص٢٧١

الثلاثاء، 30 أبريل 2024

الحسن بن علي -رضي الله عنه- خامس الخلفاء الراشدين

الحسن بن علي -رضي اللهُ عنه- 
خامس الخلفاء الراشدين
الذين أمَرَ النبي ﷺ باتّباع سنّتهم
كما في قوله ﷺ: (عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المَهْدِيّين).

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين: الحديث الذي أَوْرَدناه في دلائل النبوّة مِنْ طُرُق: عن سفينة مولَى رسول الله ﷺ، أنّ رسول الله ﷺ قال: (الخلافة بعدي ثلاثون سَنَة، ثم تكون مُلْكًا) [صحّحه الألباني]. وإنما كَمَلَت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه، فإنه نَزَلَ عن الخلافة لمعاوية في ربيعٍ الأول من سَنَة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله ﷺ؛ فإنه تُوُفِّيَ في ربيعٍ الأول سَنَة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من أكبر دلائل النبوة، وقد مَدَحَهُ رسول الله ﷺ على صنيعه هذا(١)، وهو تَرْكُه الدنيا الفانِيَة، ورَغْبَتُه في الآخرة الباقية، وحقْنه دماء هذه الأمّة، فنَزَلَ عن الخلافة وجعل المُلْكَ بِيَدِ معاوية، حتى تجتمع الكلمة على أميرٍ واحد".

📚 البداية والنهاية ١١ / ١٣٤

(١) يُشِير إلى قول النبي ﷺ عن الحسن كما في الصحيح: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

السبت، 30 مارس 2024

ليلةُ القدر ليلةُ الحُكم

{إنّا أنزلناه في ليلة القدر}


قال التابعي الإمام المفسر مجاهد بن جَبْر:


"ليلة الحُكم".


رواه ابن أبي شيبة (٨٩٣١) بسَنَد صحيح.


قال الإمام الطبري في تفسيره ٢٤ / ٥٤٢:


"وهي ليلة الحكم التي يَقضِي اللهُ فيها قضاء السَنَة". اهـ


قال الله عز وجل: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين * فيها يُفْرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم}.


قال التابعي الإمام المفسِّر قتادة بن دِعَامَةَ:


"هي ليلة القدر، يُقْضَى فيها ما يكون من السَنَة إلى السَنَة".


رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢٨٠١) بسَنَد صحيح.


قال العلّامة الشنقيطي -رحمه الله-: "معنى قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيلَةِ الْقَدْرِ} أي: في ليلة التقدير لجميع أمور السَنَة، من رزقٍ وموتٍ وحياةٍ وولادةٍ ومرضٍ وصحة وخصبٍ وجدبٍ وغيرِ ذلك من جميع أمور السَنَة". اهـ


أضواء البيان ٧ / ٣٤١


فالمشروعُ للعبد أن يستقبل هذه الليلةَ العظيمةَ المباركة بالطاعة والتضرع واللجوء إلى الله تعالى وطلب العفو والعافية، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُقال فيها:


*اللهم إنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنّي".


رواه أحمد (٢٥٣٨٤) وابن ماجه (٣٨٥٠) وصحّحه الألباني.


وكما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:


"لو عَرَفْتُ أَيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدْر، ما سَأَلْتُ اللهَ فيها إلّا العَافِيَةَ".


رواه ابن أبي شَيْبة (٣١١٤٨) بسند صحيح.

الأربعاء، 14 فبراير 2024

حديث: (مَن سَلَك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا) تدخل فيه العلوم الدنيوية إذا كان تَعَلُّمها بنيّة صالحة

 من فوائد الشيخ وصي الله عباس -حفظه الله- في درس البارحة [٣ شعبان ١٤٤٥ه‍ـ] في التعليق على كتاب أخلاق العلماء للآجُرِّي 

أنه قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن سلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنة)، 


قال الشيخ: (علمًا) نَكِرَة، فيشمل كلَّ علمٍ كالطب والهندسة إذا كان بنيّةٍ حسنة وأراد نفْع المسلمين، والمسلمون بحاجة للاستغناء عن غيرهم.


انتهى بالمعنى


قلت: ووجدت ابن رسلان -رحمه الله- قد قرر هذا في شرحه للحديث فقال:

"نكَّرَ (عِلْمًا) ليتناول أنواع العلوم الدينية، ويندرج فيه القليل والكثير - نافعًا - من فروض العين، أو من فروض الكفاية، أو من الفضائل، حتى يدخل فيه علم الطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الإنسان، والحساب إذ هو ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا، فإنهما من العلوم التي لو خلا البلد عمّن يقوم بها أثِمَ أهلُ البلد. ويدخل فيه علم أحوال القلب المذمومة والمحمودة، ويدخل فيه علم النحو واللغة، ومنه: علم القراءات وأصول الفقه وعلم الحديث، ويدخل فيه علم صناعة الزراعة والحياكة والحدادة وغيرها من الصنائع المحمودة". اهـ


شرح سنن أبي داود لابن رسلان ١٥ / ٦٥

السبت، 20 يناير 2024

أيهما أولى حفظ القرآن أم طلب العلم؟

جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ٢٣ /٥٥:


سُئل شيخ الإسلام:


أيُّما، طلب القرآن أو العلم أفضل؟ .


فأجاب:


أمّا العلم الذي يجب على الإنسان عَينًا، كعِلم ما أمَرَ الله به وما نهَى الله عنه، فهو مقدَّم على حِفظ ما لا يجب من القرآن؛ فإنّ طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب، والواجب مقدم على المستحب.


وأمّا طلب حفظ القرآن: فهو مقدَّم على كثير مما تسميه الناس علمًا: وهو إما باطل أو قليل النفع.


وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حق من يريد أنْ يتعلم علم الدين من الأصول والفروع؛ فإنّ المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله.


فلا بد في مثل هذه المسألة من التفصيل.


والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإنْ لم تكن هذه همّة حافِظِه لم يكن من أهل العلم والدين.


والله سبحانه أعلم.


انتهى

الجمعة، 5 يناير 2024

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين.

 قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:


قد يكون الإنسان مسلمًا وليس بمؤمن، ولهذا قيل عند الرسول ﷺ عن رجل إنه مؤمن فقال: (أو مسلم) [متفَقٌ عليه]

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين، والدليل على هذا أنّ الأعمال أو الأخلاق التي عُلّقت بالإيمان تجدها مفقودة في كثير من هؤلاء: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، (لا يؤمن مَن لا يَأمَن جارُه بَوَائِقَه). الإيمان بالنسبة للمسلمين اليوم قليل.


تفسير سورة النمل ص٤٥٦


قلت: وهكذا التحكيم الكامل للشرع، والسمع والطاعة للكتاب والسنّة بحق، ذلك مفقود عند أكثر المسلمين، وقد قال الله تعالى: {إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعُوا إلى اللهِ ورسولِه ليحكمَ بينهم أنْ يقولوا سَمِعنا وأطَعنا}، وقال تعالى: {فلا وربِّكَ لا يؤمنون حتى يحكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يَجِدُوا في أنفُسِهِم حَرَجًا ممّا قضَيْتَ ويسلّموا تسليما}، وقال تعالى: {وما كانَ لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضَى اللهُ ورسولُه أمْرًا أنْ يكونَ لهم الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِم}

قال العلّامة الألباني -رحمه الله-: "أكثر الناس اليوم لا يعبدون اللهَ باتّباع سنة الرسول عليه السلام، إنّما يعبدون الله بأهوائهم"

سلسلة الهدى والنور رقم ١٩٠ د١٦