قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:
"ما مِنْ إنسان إلّا وهو عبد،
إمّا أن يكون عبدًا لهَوَاه،
وإمّا أن يكون عبدًا لمَوْلَاه،
وكل إنسان له إرادة،
وكل إنسان متحرك،
ولكن ما هي الإرادة؟
وإلى أين التحرك؟
إنْ كانت الإرادة إرادة لله عز وجل
والتحرك لِدِينه
فهذه هي الحرية،
وإذا كانت الإرادة لغيره،
والتحرك لغير شرعه فهذه رِق [يعني: عبودية]
ولهذا نرَى أنّ هؤلاء الفوضويّين الذين يريدون أن يكون الناس فوضَى مدّعين أنّ هذه هي الحرية
نرى أنّ هؤلاء هم الذين ابْتُلُوا بالرِّق؛ لأنّ الشيطان استرَقَّهُم وجعلهم عبيدًا له،
ولو عبدوا الله -سبحانه وتعالى- لَسَلِمُوا من هذا الرق،
فهم تَرَكُوا الرق الذي خُلِقُوا له وبُلُوا برِقِّ النفسِ والشيطانِ، كما قال ابن القيّم -رحمه الله- في النونية:
هَرَبُوا من الرق الذي خُلِقُوا له ... وبُلُوا برِقِّ النفسِ والشيطان".
📚 تفسير سورة الصافات ص٢٧١