الخميس، 25 سبتمبر 2025

رد على الددو في تنقّصه للدين

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين،

ردًّا على ما زعمه محمد الددو من أنّ النبي ﷺ مات ولم يبيّن للأمة طريقة اختيار الحاكم ومحاسبته وعزله وأنّ هذا يُعتبر من النكبات على الأمة!!

أقول وبالله أستعين: إنّ هذا كلام خطير وعظيم فإنه يتضمن الطعن في الدين واتّهامه بالنقص ويتضمن إضلال الناس عن الصراط المستقيم فإنّ نبيّنا ﷺ قد مات وقد بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة وتركها على البيضاء ليلها كنهارها لا يزِيغُ عنها بعده إلّا هالك كما قال عليه الصلاة والسلام

وديننا واضح جدًّا في مسألة الإمامة واستفاضت النصوص الشرعية في وجوب السمع والطاعة لِمَنْ ولّاهُ اللهُ على المسلمين سواء باختيارهم له أو بغلبته عليهم، حتى قال رسول الله ﷺ كما في الصحيح: (مَنْ خَلَعَ يدًا من طاعة لقِيَ اللهَ يومَ القيامة لا حُجَّةَ له) قال أبو العباس القرطبي: لا حُجّة له لأنّ النبي ﷺ أبْلَغَه بوجوب السمع والطاعة لأولي الأمر وذلك في الكتاب والسنّة. [يُنظر: المُفْهِم ٤ / ٦٢]

لكن الددو لا يعجبه ذلك فرأى الدين ناقصًا لأنه يريد ما يوافق هوَاه من مقارعة الحكام المسلمين ومحاسبتهم على طريقة الخوارج الثوريين وطريقة الغربيين الضائعين، وقد بيَّنَ لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بأنّ الحاكم يُسْمَع وله ويُطاع في غير معصية الله ولا يُخرج عليه ما دام أنه مسلم يُقِيم الصلاة في المسلمين وأنّ النصيحة له تكون في السر وأنّ أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطانٍ جائر، وكلمة (عند) ظرف مكان يعني: في حضرته، لا بالغيبة والإثارة

فديننا واضح جدًّا في هذا الباب العظيم، واللهُ يؤتي مُلْكَهُ من يشاء كما قالت أمّنا عائشة لمّا قِيلَ لها أنّ فلانًا بُويِعَ له وفي الأمّة مَنْ هو خيرٌ منه، قالت: (يا بني لا تَعجب، هو مُلْكُ اللهِ يُؤتِيهِ مَنْ يشاء) [رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح]، ولكن هذا كله لا يتوافق مع ما يريده الددو وحزبه من الخروج على الحكام وأخذ السلطة منهم فزيّن لهم الشيطانُ أعمالهم وصدّهم عن السبيل بسبب اتّباعهم للهوى وعدم تحكيمهم للشرع، وقد قال سبحانه وتعالى: {فلا وربِّكَ لا يؤمنون حتى يحكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بينَهُم ثم لا يَجِدُوا في أنفسِهِم حَرَجًا ممّا قضَيْتَ ويسلِّمُوا تسْليمًا} فاللهم اهدنا وثبّتنا على دينك واكفِ المسلمين شرَّ مَنْ يدعوهم إلى معصيتك ويَصُدُّهم عن سبيلك

وقد صحّ عن التابعي الإمام ابن سيرين رحمه الله بأنّه كان يرى بأنّ أهلَ الأهواءِ أسْرَعُ الناسِ رِدّة، والعياذُ بالله، فالحذر الحذر من اتّباع الهوى، والمؤمنُ إنما يقول: {سمِعنا وأطعنا غفرانَكَ ربَّنا وإليكَ المصير}.

ولا يُستغرب دفاع دعاة الإخوان عنه بدلًا من الأخذ على يديه؛ فإنّ الشيخ الألباني قد قالها بصريح العبارة (الإخوان يحاربون السنّة)، وسمّاهم الشيخ حامد الفقي رحمه الله: (خُوّان المسلمين)، واللهُ المستعان والهادي إلى سواء السبيل، وصلّى اللهُ على نبيّنا محمد وآله وسلَّم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.