الأربعاء، 10 أكتوبر 2018

حكم المُزاح

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قالوا: يا رسول الله، إنّك تُداعِبنا. فقال صلى الله عليه وسلم: (إنّي لا أقولُ إلا حقًّا).

رواه الترمذي (١٩٩٠)، وصحَّحه الألباني

(تداعبنا) أي: تُمازِحنا.
شرح السنّة للبغوي ١٣/١٨٠

وعن أنس رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا ذا الأُذُنين).
قال الحافظ الجليل حماد بن أسامة -أحد رواة الحديث-: يعني مازَحَه.

رواه الترمذي (١٩٩٢) وغيره، وصحَّحه الألباني

وعن بكر بن عبد الله قال:
كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يَتَبَادَحُون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال.

رواه البخاري في الأدب المُفْرَد (٢٦٦) وصحَّحه الألباني

(يتبادحون بالبطيخ) أي: يترامَوْن به.
النهاية لابن الأثير ص١٢٠

ذُكِر عن الإمام الجليل سفيان بن عُيَيْنة أنه قِيلَ له: المُزاح هُجْنَة -أَي: عَيْبٌ وقُبح-. فقال: بل سُنّة! ولكن الشأن فيمَنْ يُحْسِنه ويَضَعه مواضعه.

اللطائف والظرائف ص١٥١

ورُوِي عن سعيد بن العاص رضي الله عنه أنه قال لابنه: يا بُنَي، لا تُمازِح الشريف فيحقد عليك، ولا تمازِح الدنِيء فيجتَرِئ عليك.

رواه ابن أبي الدنيا في الصمت (٣٩٥)

قال الحافظ ابنُ حِبّان -رحمه الله-:
"الواجب على العاقل أن يستميل قلوب الناس إليه بالمزاح وترك التعبس، والمزاح على ضربَيْن: فمزاح محمود ومزاح مذموم، فأما المزاح المحمود فهو الذي لا يَشُوبه ما كَرِهَ الله عز وجل ولا يكون بإثم ولا قطيعة رحم، وأما المزاح المذموم فالذي يثير العداوة ويُذْهِب البهاء ويقطع الصداقة ويجرّئ الدنِيء عليه ويحقد الشريف به".

روضة العقلاء ص٧٧

الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

{فَأُمُّهُ هَاوِيَة}

قال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم -المعروف في كتب التفسير بابن زيد- في قول الله تعالى: {وأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَة} :

"الهاوية: النار، هي أُمُّه ومَأْوَاه التي يَرجِعُ إليها، ويَأْوِي إليها، وقَرَأ: {وَمَأْوَاهُمُ النّار}".

رواه الطبري في تفسيره ٢٤/٥٧٥ بإسناد صحيح.