السبت، 20 يناير 2024

أيهما أولى حفظ القرآن أم طلب العلم؟

جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ٢٣ /٥٥:


سُئل شيخ الإسلام:


أيُّما، طلب القرآن أو العلم أفضل؟ .


فأجاب:


أمّا العلم الذي يجب على الإنسان عَينًا، كعِلم ما أمَرَ الله به وما نهَى الله عنه، فهو مقدَّم على حِفظ ما لا يجب من القرآن؛ فإنّ طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب، والواجب مقدم على المستحب.


وأمّا طلب حفظ القرآن: فهو مقدَّم على كثير مما تسميه الناس علمًا: وهو إما باطل أو قليل النفع.


وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حق من يريد أنْ يتعلم علم الدين من الأصول والفروع؛ فإنّ المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله.


فلا بد في مثل هذه المسألة من التفصيل.


والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإنْ لم تكن هذه همّة حافِظِه لم يكن من أهل العلم والدين.


والله سبحانه أعلم.


انتهى

الجمعة، 5 يناير 2024

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين.

 قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:


قد يكون الإنسان مسلمًا وليس بمؤمن، ولهذا قيل عند الرسول ﷺ عن رجل إنه مؤمن فقال: (أو مسلم) [متفَقٌ عليه]

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين، والدليل على هذا أنّ الأعمال أو الأخلاق التي عُلّقت بالإيمان تجدها مفقودة في كثير من هؤلاء: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، (لا يؤمن مَن لا يَأمَن جارُه بَوَائِقَه). الإيمان بالنسبة للمسلمين اليوم قليل.


تفسير سورة النمل ص٤٥٦


قلت: وهكذا التحكيم الكامل للشرع، والسمع والطاعة للكتاب والسنّة بحق، ذلك مفقود عند أكثر المسلمين، وقد قال الله تعالى: {إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعُوا إلى اللهِ ورسولِه ليحكمَ بينهم أنْ يقولوا سَمِعنا وأطَعنا}، وقال تعالى: {فلا وربِّكَ لا يؤمنون حتى يحكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يَجِدُوا في أنفُسِهِم حَرَجًا ممّا قضَيْتَ ويسلّموا تسليما}، وقال تعالى: {وما كانَ لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضَى اللهُ ورسولُه أمْرًا أنْ يكونَ لهم الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِم}

قال العلّامة الألباني -رحمه الله-: "أكثر الناس اليوم لا يعبدون اللهَ باتّباع سنة الرسول عليه السلام، إنّما يعبدون الله بأهوائهم"

سلسلة الهدى والنور رقم ١٩٠ د١٦