الخميس، 28 أكتوبر 2021

قاعدة مهمة في طاعة الوالدين

 
قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

"وأمّا طاعتهما فيما ليس بطاعة ولا معصية، فنقول: 

إنْ كان في طاعتهما إحسانٌ إليهما فإنّ الآية تدل على الوجوب؛ لقوله عز وجل: {وبالوالدين إحسانا}،

فإنْ لم يكن في طاعتهما إحسان إليهما فالآية لا تدل على الوجوب، 

ولهذا قال شيخ الإسلام: (إنّ طاعة الوالدين إنما تجب فيما لهما فيه منفعة، وليس عليه فيه مضرة)، 

والآية تدل على ما قاله الشيخ؛ لأن الله نهى عن طاعتهما في المعصية، وسكت عن طاعتهما في غير المعصية.

فنَنْظُر: إنْ كانت طاعتهما في غير المعصية تتضمن الإحسان إليهما فهي واجبة، لقوله عز وجل: {وبالوالدين إحسانا}، 

مثاله: إذا أمَرَك أبوك أنْ تذهب وتشتري من السوق حاجة، كان ذلك واجبًا عليك؛ لأنه من الإحسان إليه، فيجب عليك أن تفعل.

وإذا أمرك أبوك ألا تصاحب فلانًا لأنه مستقيم، فلا يجب عليك ذلك؛ لأن في ذلك مضرة، أو على الأقل: فوَات منفعة لك، وليس فيه منفعة له...

والحاصل: أن القاعدة في طاعة الوالدين: 

ألّا تكون في معصية الله،

وأنْ تكون مِن الإحسان إليهما،

وألّا يكون عليه ضرر".

تفسير سورة العنكبوت ص٣٧ - ٣٩ باختصار

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

انتقاد من الإمام الألباني لجماعة الإخوان

قال الإمام المحدّث الألباني رحمه الله تعالى:


الإخوان المسلمون الذين يصيحون بأعلى أصواتهم (والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا) أو كما يقولون... لا جاهدوا ولا تعلّموا وعَمِلُوا فهُم متخلفون جهادًا مخالفين لدعوَاهم علمًا وعملًا لأنهم لا علم عندهم، وحسْبُهم أنهم ينْكرون على من يدعو إلى اتّباع الكتاب والسنة ويسمّون ذلك فُرقة ودعوة إلى تفريق المسلمين، وأنا أقول كلمة صريحة: فعلًا إنّ دعوتنا وهي دعوة الإسلام الحق، هي تفرّق؛ لأن القرآن يفرّق، ذلك لأنه يفرّق بين الحق والباطل، فدعوتنا تفرّق بين الحق والباطل.


سلسلة الهدى والنور [٥٤٣]

الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

فهم خاطئ لأثر ابن عباس: خير هذه الأمة أكثرها نساءً

 

في صحيح البخاري (٥٠٦٩): عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "قيل: المعنى: خير أمة محمد مَنْ كان أكثر نساءً مِنْ غيره ممن يتساوَى معه فيما عدَا ذلك من الفضائل، والذي يَظهر أنّ مراد ابن عباس بالخير: النبي صلى الله عليه وسلم، وبالأمة: أخصاء أصحابه؛ وكأنه أشار إلى أن ترْك التزويج مرجوح، إذ لو كان راجحًا ما آثَر النبي صلى الله عليه وسلم غيره، وكان مع كونه أخشى الناس لله وأعلمهم به يكثر التزويج لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال، ولإظهار... إلخ". انتهى

قلت: ويؤيد ترجيح الحافظ ابن حجر لفظ رواية أحمد في مسنده: (تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً).

فالمراد: هو الحث على التزويج وعدم العزوبة، كما في أول الأثر، إذ لو كان عدم التزويج هو الخير لفعله خير هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وهو أكثر الأمة نساءً. وليس المراد بالأثر  الحث على تعدد الزوجات.


والله تعالى أعلم


---

ثم وقفت على هذا النقل المؤيد لما سبق:


‏‎‎‎قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري ٧ / ١٤٦: "قال المهلب: لم يُرِد ابن عباس أنه مَنْ كَثُر نساؤه من المسلمين أنه خيرهم، وإنّما قاله على معنى الحض والندب إلى النكاح وترك الرهبانية فى الإسلام".


والحمد لله رب العالمين