الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

تفسير أبي هريرة لقوله تعالى: {كنتم خيرَ أمةٍ أخرجت للناس}

 عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه في قول الله تعالى: 

{ كُنتم خيرَ أُمّةٍ أُخْرِجَت للناس }

قال:

"خيرَ الناسِ للناس، تَأْتُونَ بهم في السلاسِلِ في أعناقِهِمْ حتى يَدْخُلُوا في الإسلام".


رواه البخاري (٤٥٥٧) وغيره.


قال الحافظ ابن حجر: "أي: أنفعهم لهم، وإنما كان ذلك لكونهم كانوا سببًا في إسلامهم".

فتح الباري ٨ / ٢٢٥


وقال الحافظ ابن كثير: "وهكذا قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وعطاء والربيع بن أنس، وعطية العوفي...  والمعنى: أنهم خيرُ الأمم وأنفَعُ الناسِ للناس، ولهذا قال: {تأمرونَ بالمعروفِ وتنهونَ عن المنكر وتؤمنون بالله}".

تفسير القرآن العظيم ٢ / ٩٣


قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلّقًا على أثر أبي هريرة رضي الله عنه: "يبذلون أنفسهم وأموالهم لمنفعة الخَلْق وصلاحهم، وهم يَكْرَهُونَ ذلك لِجَهلهم! كما قال أحمد في خطبته: (الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يَدعُون من ضَلَّ إلى الهُدى ويَصبِرُون منهم على الأذَى، يُحيُون بكتاب الله الموتَى، ويبصّرون بنور الله أهل العمَى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيَوْه، وكم من ضالٍّ تائهٍ قد هدَوْه، فما أحسَن أثَرهم على الناس، وأقْبَح أثر الناس عليهم) إلى آخر كلامه".

مجموع الفتاوى ١٦ / ٣١٦


وقال رحمه الله في موضع آخر معلقًا على أثر أبي هريرة:

"وهكذا الرد على أهل البدع من الرافضة وغيرهم: إنْ لم يُقصد فيه بيان الحق وهدَى الخلْق ورحمتهم والإحسان إليهم، لم يكن عمَلُه صالحًا. وإذا غَلَّظَ في ذمِّ بدعةٍ ومعصية كان قصده بيان ما فيها من الفساد ليحذرها العِبَاد، كما في نصوص الوعيد وغيرها، وقد يُهْجر الرجل عقوبةً وتعزيرًا، والمقصود بذلك رَدْعُه وردعُ أمثالِه، للرحمة والإحسان، لا للتشفي والانتقام".

منهاج السنّة ٥ / ٢٣٩