الجمعة، 28 يناير 2022

احذروا أنصاف العلماء

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

"احذروا أنصاف العلماء، قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه (الفتوى الحموية) : يُقال: ما أفسدَ الدنيا والدين إلا نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب".

لقاء الباب المفتوح ٢٢٧ / ٢١

الأربعاء، 26 يناير 2022

ليس العدل: المساواة المُطلَقَة

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

"وليس العدل: المساواة المُطلَقَة، كما يَنطِقُ به بعضُ الناس حِينَ يقول: دين الإسلام دين المساواة، ويُطلِق؛ فإنّ المساواة بين المُخْتَلِفَات جَوْرٌ لا يأتي به الإسلام ولا يُحمَدُ فاعِلُه".


نبذة في العقيدة الإسلامية ص٣١

لله حكمة في إلقاء الغفلة على قلوب عباده أحيانًا

 قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:


"لله حكمة في إلقاء الغفلة على قلوب عِبَاده أحيانًا حتى تقع منهم بعض الذنوب ... وفي إيقاعهم في الذنوب أحيانًا فائدتان عظيمتان:

أحدهما: اعتراف المُذْنِبين بذنوبهم وتقصيرهم في حقِّ مَولاهُم وتنكيس رؤوس عُجْبِهِم، وهذا أحَبُّ إلى الله مِنْ فِعلِ كثيرٍ من الطاعات؛ فإنّ دوام الطاعات قد يُوجِب لِصاحبها العُجْب، وفي الحديث: (لو لم تُذْنِبُوا لَخَشِيتُ عليكم ما هو أشَدُّ من ذلك: العُجب) [حسّنه الألباني في الصحيحة (٦٥٨)] ...

الفائدة الثانية: حصول المغفرة والعفو من الله لِعبده؛ فإنّ الله يحب أنْ يَعفُو ويَغفِر، ومن أسمائه: الغفّارُ والغَفُور والتوّاب، فلو عَصَمَ الخَلْقَ فلِمَنْ كانَ يكونُ العفو والمغفرة؟!".


لطائف المعارف ص٣٤ - ٣٥

الاثنين، 24 يناير 2022

لابُد من اجتماع العلم والوَرَع في الجارح، وإلا حصل منه البَغْي والضرر على البشر


قال الحافظ السخاوي رحمه الله: 

"وهذا ضَرَرٌ عظيمٌ فِيمَا إذا كانَ الجارِحُ معروفًا بالعِلْمِ وكانَ قليلَ التقوى؛ فإنّ عِلمَهُ يقتضي أنْ يُجعَلَ أهلًا لسماع قولِهِ وجَرْحِه، فيَقَعُ الخلَلُ بسببِ قلّةِ وَرَعِهِ وأخْذِهِ بِالتوَهُّم".


 فتح المغيث ٤ / ٣٦٥

السبت، 22 يناير 2022

خوف السلف من النفاق الأصغر وهو نفاق العمل


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:


"ونحن نَعلم أنّ التوكلَ على الله فرض، والإخلاص له فرض، ومحبة الله ورسوله فرض، والصبر على فِعل ما أمَرَ الله وعمّا نهَى الله عنه وعلى المصائب التي تُصِيبُه فرض، وخشية الله وحدَه دُونَ خشيةِ الناس فرض، والرجاء لله وحدَه فرض، وأمثال ذلك من الأعمال الباطنة والظاهرة والتي يَحصُل التقصيرُ في كثيرٍ منها لعامّة الخلق.


وأيُّ نوع من هذه الأنواع إذا تدَبَّر بعضُ الصدّيقين فيه حالَهُ يَجِده قد ظَلَم نفسَه فيه ظلمًا كثيرًا، دَع ما سوى ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وكالقيام بحقوق الأهل والجيران والمؤمنين، وإكمال كل واجب كما أمر به، وأمثال ذلك مما لا يُحصَى.


وقد ذكر البخاري عن ابن أبي مُليكةَ قال: (أدركتُ ثلاثين من أصحاب محمد كلُّهم يخاف النفاقَ على نفسِه). وفي الصحيح أنّ حنظلةَ الكتاب لما قال: (نافق حنظلة)، قال أبو بكر: (إنّا لَنَجد ذلك).


فهؤلاء كانوا يخافون على أنفسهم النفاق لكمال عِلمهم وإيمانهم، ولهذا كان عبد الله بن مسعود وغيره من السلف يستثنون الإيمان فيَقُول أحدُهم: (أنا مؤمنٌ إنْ شاء الله)".


 جامع المسائل ٤ / ٦٢



قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:


"النفاق أصغر وأكبر؛ فالنفاق الأصغر هو نفاق العمل، وهو الذي خافه هؤلاء -السلف- على أنفسهم، وهو باب النفاق الأكبر، فيُخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر في حياته أنْ يُخرِجَه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية، كما قال تعالى {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} وقال: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة} [الأنعام: ١١٠]".


 فتح الباري لابن رجب ١ / ١٩٥



قال الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله:


"النفاق الأصغر: نفاق العمل، وهو أنْ يُظْهِر الإنسان علانيةً صالحة، ويُبطِن ما يخالف ذلك. وأمّا النفاق الأكبر فهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كله أو بعضه، وهذا النفاق -أي: الأكبر- الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن بذم أهله وأخبَرَ أنهم في الدرك الأسفل من النار".


 التحفة الربانية في شرح الأربعين النووية ص١٠٢

الخميس، 20 يناير 2022

فائدة نفيسة في التفاضل بين العبادات

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:


"إذا جاءنا طالبُ عِلم، وقال: إنني إذا صُمت قصّرت عن طلب العلم وصار عندي خَوَرٌ وضعف وتعَب، وإذا لم أصُم نَشِطتُ على العلم، فهل الأفضل لي أن أصوم يومًا وأفطر يومًا لأنه أفضل الصيام، أو أن أقوم بطلب العلم؟ نقول: الأفضل أن تقوم بطلب العلم.


وإذا جاءنا رجل عابد ليس له شُغل، لا قيام على عائلة، ولا طلب علم، وقال: ما الأفضل لي، أن أصوم يومًا وأفطر يومًا، أو لا أصوم؟ نقول: الأفضل أن تصوم يومًا وتفطر يومًا.


فالمهم أنّ التفاضل في العبادات وتمييز بعضها عن بعض وتفضيل بعضها على بعض أمرٌ ينبغي التفطن له؛ لأن بعض الناس قد يلازم طاعةً معيّنة ويترك طاعات أهم منها وأنفع، وقد جاء وفد إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فجلس يتحدث إليهم وترَكَ راتبة الظهر ولم يصلِّها إلا بعد العصر، فعلى هذا ينبغي للإنسان أن يعادل بين نوافل العبادات وإذا ترك شيئًا لِمَا هو أهم منه فلا يقال إنه ترَكه، بل فعَلَ ما هو خيرٌ منه، فلا يُعَد ذلك قصوراً".


 الشرح الممتع على زاد المستقنِع ٦ / ٤٧٣

الأربعاء، 12 يناير 2022

توقير العلماء وعدم القدح فيهم هو شأن أهل السنة والجماعة، بخلاف أهل البدع

 "ومعلوم أنّ توقير العلماء وعدم القدح فيهم هو شأن أهل السنة والجماعة، بخلاف أهل البدع، ولهذا يقول الطحاوي رحمه الله في عقيدة أهل السنة والجماعة: (وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخبر والأثر وأهل الفقه والنظر لا يُذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل)".


 شرح سنن أبي داود للعلّامة العبّاد ٥٨٦ / ٤٧ [ ترقيم الشاملة ]

الجمعة، 7 يناير 2022

التفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب حفظ القرآن في الدنيا

 قال الإمام الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة:

"فضل حافظ القرآن ٢٢٤٠- (يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنتَ ترتّل في الدنيا فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) -إلى أن قال رحمه الله:- واعلم أنّ المراد بقوله: (صاحب القرآن): حافظه عن ظهرِ قلب، على حدِّ قوله صلى الله عليه وسلم: (يَؤُمُّ القومَ أقرؤهم لكتاب الله) أي: أحفظهم، فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسَب الحفظ في الدنيا، وليس على حسب قراءته يومئذٍ واستكثاره منها كما توهّم بعضهم، ففيهِ فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن، لكن بشرط أنْ يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى، وليس للدنيا والدرهم والدينار، وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أكثر منافِقي أمتي قُرّاؤها)".

سلسلة الأحاديث الصحيحة ٥ / ٢٨١ - ٢٨٤