الخميس، 10 نوفمبر 2016

جواز الفرح بانتصار الكفار بعضهم على بعض إذا كان فيه مصلحة للإسلام والمسلمين



قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تفسير الآيات الخمس الأول من سورة الروم:

"الفائدة التاسعة: جواز فرح المؤمنين بانتصار بعض الكفار بعضهم على بعض إذا كان في ذلك مصلحة للإسلام، لقوله تعالى {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون * بنصرِ الله}، ما انتصَرَ مسلمون على كفار، بل انتصر كفار على كفار، لكن هذا في مصلحة الإسلام، فلا بأس أن نفرح بانتصار بعضهم على بعض إذا كان المنتصِر فيه نفع للإسلام، ثم يساعدون المسلمين بالمال والسلاح، أو على الأقل قد كفّ شرّه، مع أن الثاني فيه شر لكنه أقل شرًّا من هؤلاء". اهـ

تفسير سورة الروم ص26

الخميس، 27 أكتوبر 2016

لقاء تاريخي بين مؤسس الإخوان حسن البنا والشيخ السلفي حامد الفقي




قال سماحة الشيخ الوالد حسن بن عبدالوهاب البنا -حفظه الله-: 

"وقد حدث لقاءٌ تاريخي هام بين حسن البنا والشيخ محمد حامد الفقي -مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية- يُظهِر لنا حقيقة منهج الإخوان، وذلك لمّا زار حسن البنا الشيخ حامد الفقي في مقر جماعة أنصار السنة في حارة الدمالشة بعابدين رقم 10، منذ ما يَقْرُب من ستين سنة، وعَرَض حسن البنا على الشيخ حامد التعاون معه على الدعوة إلى الله، فسأله الشيخ حامد: على أي أساس وعلى أي منهج نتعاون؟ فأجاب البنا: ندعو الناس إلى الإسلام، فقال الشيخ حامد: الكُل يَدَّعي الدعوة للإسلام، ولكنْ نحن أُمِرْنا أن ندعو إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة المبنيّة على التوحيد الخالص والبراءة من الشرك، والتي دَعَا إليها الرسل جميعًا عليهم السلام، وعلى رأسهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، فرَدَّ البنا: نَجْمَع الناس أولًا على الإسلام الذي يعرفه الجميع ثم ندعوهم إلى التوحيد، فقال الشيخ حامد: بل ندعوهم إلى التوحيد أولًا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في بدء الدعوة في مكة، فرَدَّ البنا: لو دَعَوْنا الناس إلى التوحيد لانْفَضَّ الناسُ عَنّا، فقال الشيخ حامد: ليس عليكَ هُدَاهُم ولكنّ اللهَ يَهدي مَنْ يَشاء. 

فلم يوافق أحدُهُما الآخَر وافتَرَقا على هذا. وهذه فَحْوَى اللقاء كما سمعتها من أكثر من واحد من إخواني من أنصار السُّنة القُدامى، وعلى رأسهم شقيقي الشيخ محمد، والأستاذ أحمد الغريب، فالخبر ثابت عن أكثر من واحد من الثقات". اهـ


من مقدمة الشيخ حسن بن عبدالوهاب البنا لكتاب: التفجيرات والأعمال الإرهابية والمظاهرات... للشيخ أبي عبدالأعلى خالد عثمان ص13

الأحد، 9 أكتوبر 2016

فتويان نفيستان للعلّامتين الألباني وابن عثيمين في حكم عمل المرأة خارج البيت



فتوى العلّامة الألباني رحمه الله:

السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

السائل: كيف حال شيخنا الكريم؟

الشيخ: أَحمَدُ اللهَ إليك

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻋﻨﺪﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻛَﺒِّﺮْهُ ﻛَﺒِّﺮْهُ يَكْبُر اﻷﺟﺮ

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻫﻞ يجوز ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺲ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﺷﺮعي؟

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ إلى ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻣﻞ، ماشي، ﻟﻜﻦ ﻳﻨﻘﺼﻪ ﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺲ ﻭﻫﻞ ﺗﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭ لا؟

اﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻻ ﺗﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻻ ﺗﺨﺎلط؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻧﻌﻢ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺑﻨﺎت؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻧﻌﻢ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺑﻨﺎﺕ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻬﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎل؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻭﻻ ﻳﺄﺗﻴﻬﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ.

ﺍﻟﺸﻴﺦ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻓﻴﺠﻮﺯ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ﻛﻴﻒ هو؟، ﻣﻌﺎﺷﻬﺎ راتبها؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻻ ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ، ﺭﺍﺗﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﻤﺘّﻊ ﺑﻪ ﻫﻲ ﺃﻡ ﺃﻧﺖ؟
ﺃﻡ ﻫﻮ؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻫﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ . 

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻫﻲ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭﻫﻞ ﻫﻲ ﺭﺍﺿﻴﺔ؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : هي ﺭﺍﺿﻴﺔ .

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻃﻴﺐ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ، ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩ؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩ 

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻧﻬﻢ؟

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻃﺒﻌﺎ 

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺁﻩ، ﻫﻨﺎ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﺍﻵﻳﺔ، ﻫﻨﺎ ﺍﻧﻌﻜﺴﺖ ﺍﻵﻳﺔ، ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺯﻳﺮ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﺍﻵﻥ ﻋﻜﺴﺘﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ!

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ 

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺃﻧﺎ ﺧﺎﻳﻒ يجي ﻳﻮﻡ ﻳﺼﻴﺮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﻨﻔﺦ ﻭﻳﻄﺒﺦ ﻭﻳﻜﻨِّﺲ، ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﺗﻌﻠُّﻢ، ﻭﺗﺼﻴﺮ ﻫﻲ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ 

ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ : ﻭﻫﻮ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ

ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﺃﻳﻮﻩ (الشيخ يضحك). ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺐ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻟﻬﻲ لا ﻳﺠﻮﺯ، ﺃﻣّﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺑﺘُﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻘﻢ، ﻭﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﺷﺆﻭﻥ ﻭﺣِﻜَﻢ، ﻭﻫﻲ ﻣﺘﺤﺠﺒﺔ ﻭﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻭﻻ ﺗﺨﺎﻟﻂ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻴَﻨﻔﻊ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ، ﺃﻣّﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻻﺩ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ، ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺍﺭ، ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : {{ ﻭقَرْنَ ﻓﻲ ﺑُﻴﻮتِكُنَّ ﻭﻻ تَبَرَّجْنَ ﺗﺒﺮُّﺝَ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔَ ﺍﻷﻭﻟﻰ }} ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺣُﻜﻤﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺘﻼﺯﻣﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻔﻜّﺎﻥ، ﻓﻘﺪ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻭﺗﺘﺒﺮﺝ ﺗﺒﺮﺝ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﺑﺪﻭﻥ ﺿﺮﻭﺭﺓ، ﺃﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤّﺔ، ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟسابقين ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ: (ﺍﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺒﺮﻭﺯ). ﻭﺍﻵﻥ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴّﺒﺔ، ﻓﻀْﻼً ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺣﻴﺚ يَعْمَلْنَ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻧﻊ، ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﺧِﻼﻑ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﺇنْ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﻓﺄْﻣُﺮْﻫﺎ ﺃﻥ ﺗَﻠْﺰﻡ ﺩﺍﺭﻙ ﻭﺃﻥ ﺗﻔﺘّﺶ ﻋﻦ ﻋﻤﻞٍ ﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻟﻚ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻛﻠِّﻔﻚ بأن ﺗﺒﻠّﻎ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﻼﻍ. والسلام عليكم.

السائل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .



سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم 224

📻رابط المقطع الصوتي:
http://www.alalbany.me/files/split-224-23.mp3



وسُئل العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: لو خرجت المرأة للعمل دون محرم وتركت أولادها عند أمها برضا زوجها لضرورة الحياة وهي محجبة ومحافظة على أمور دينها وغياب زوجها، فهل هي آثمة في حق أولادها أم لا؟

الجواب:


الشيخ: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد، فإن خروج المرأة عن أولادها وبيت زوجها إلى العمل هذا أمر خطير جداً؛ لأن المرأة ليست في حاجة إليه -أي إلى التكسب بالعمل- إذ إن زوجها مأمور بالإنفاق عليها لقول الله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ﴾ وهو الزوج﴿رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته عام حجة الوداع في عرفة: «لهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف». ولقوله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ﴾. ولم يقل الله من قدر عليه رزقه فلتكن زوجته معه تقتصد، فالإسلام نظام متكامل يحمل كل إنسان ما يليق بحاله، فعلى الزوج النفقة وعلى الأم الرعاية في البيت، فإذا كانت هذه المرأة تريد أن تكون من الطراز الأول فإن عليها أن تعود إلى بيتها وتكون مربية لأولادها حتى لا تحرم أولادها شفقة الأمومة، فإن الجدة وإن كانت ذات شفقة فإن شفقة الأم أقوى، وكذلك لا تحرم نفسها من أولادها يرونها بينهم ويشتكون إليها، وزوجها هو الذي يكتسب وينفق مما أتاه الله، لا يكلف الله نفساً إلا ما أتاها. هذا ما أشير به عليها؛ أن تعود إلى البيت وأن ترعى أولادها وزوجها كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾. ولكن إن أبت إلا أن تعمل فلا حرج عليها أن تعمل في حقل نسائي لا في حقل الرجال؛ لأنها مهما بلغت من العفة والصيانة والاحتجاب فإنها لن تسلم من الفتنة، إما منها أو بها؛ فلهذا لا نرى جواز اشتغالها مع الرجال في أي عمل من الأعمال، بل إذا كان ولا بد فإنها تشتغل في حقل النساء كمدارس البنات وما أشبهها. وأما إن كان أولادها يضطرون إليها بحيث تكون الجدة عاجزة عن القيام بما يجب نحوهم فإنه لا يجوز لها إطلاقاً أن تخرج حتى ولا إلى العمل في حقل نسائي؛ لأنها تكون قد أضاعت أمانتها في هذه الحال.

السؤال: وإذا وفرت خادمة؟


الشيخ: حتى لو وفرت الخادمة؛ لأن الخادمة لا يكون عندها العطف والحنو والإشفاق الذي يكون عند الأم. ثم إذا وفرت خادمة فالخادمة ستحتاج إلى أجرة وإلى نفقة، وقد تكون أجرة الخادمة أقل من أجرة اكتساب هذه المرأة في عملها وهو الغالب، وقد تكون مثلها، وقد تكون أكثر. إنما صحيح أن الغالب أن أجرة الخادمة أقل من اكتساب هذه المرأة، فهي تريد أن تكتسب لتوفر على نفسها، ولكن مع ذلك لا نرى لها ذلك؛ هذا لأن الخادمة بلا شك مهما كانت من الدين والأمانة لن تقوم بما تقوم به الأم أو الجدة أو المرأة القريبة.

فتاوى نور على الدرب (٧٧)

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

إذا غُيِّرَت قالوا: غُيِّرَت السُّنّة!




قال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود -رضي اللهُ عنه-: 

"كيف أنتم إذا لبستكم فِتْنة يَهْرَمُ فيها الكبير ويَرْبُو فيها الصغير ويتّخِذها الناسُ سُنّة فإذا غُيِّرَت قالوا: غُيِّرَت السُّنّة!؟
قيل: متى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟
قال: إذا كَثُرَت قُرّاؤُكم، وقلَّتْ فُقَهاؤكم، وكثرت أُمَراؤكم، وقلّت أُمَناؤُكم، والْتُمِسَت الدنيا بعمل الآخرة".

رواه الدارمي 1/64 وغيره، وقال الألباني: إسناده صحيح وهو في حُكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من أمور الغيب التي لا تُدرَك بالرأي ولا سيَّما وقد وَقَع كل ما فيه من التنبُّؤات والله المستعان.
انظر: تحريم آلات الطرب للألباني ص16

الأحد، 11 سبتمبر 2016

العلّامة الألباني رحمه الله يتكلم عن جماعة التكفير والهجرة



قال -رحمه الله تعالى-:

"هذه الجماعة كانت قد ظهرت منذ بضع سنين وأثارت المشاكل بين الشباب المسلم وانحرفوا بهم عمّا كان عليه سلفنا الصالح، والبحث في هذا في الواقع طويل الذَّيل: لأن هؤلاء انْدَفعوا بعواطف إسلامية جامحة لم تقترن مع المعرفة الصحيحة بالكتاب والسنة.

وقد كُنّا التقينا مع جماعات عديدة هناك في دمشق ثم في عمّان منذ نحو قريب من عشر سنين، وتداولنا البحث والنقاش معهم طويلًا وطويلًا جدًّا، فأَذْكُر أننا اجتمعنا في ليلةٍ بعد صلاة المغرب واستمر النقاش، وكان رئيسهم قد استحضر كتاب (الظِّلال) لسيد قطب -رحمه الله-، وكتاب التوحيد وشرحه. يحتج ببعض المقالات أو الأقوال التي جاءت هناك على تكفير المسلمين جملةً وتفصيلًا. فكانوا لا يحضرون الجمعة ولا الجماعة ولا يصلُّون في مساجد المسلمين ويكفّرونهم جميعا بدءًا مِنَ الحاكم الذي يحكم بغير بما أنزل الله -وهذا بلا شك حقيقة مؤسفة وإنْ كان ليس هذا الإطلاق على بابه تمامًا-، ولكنهم مع ذلك لم يتَّخِذُوا الاسلام حَكَمًا لهم وحُكمًا لهم. الشاهد: بَدْءًا مِنَ الحاكم إلى الكَنَّاس الذي يكنِّس المسجد، كل هؤلاء عندهم كفار! استمر الحديث إلى أذان العشاء فقلنا لأحدهم أذِّنْ، فاستأذن، فعرفنا أنهم لا يصلُّون خلفنا...

كانوا في ضلالٍ مُبِين، كانوا لا يفهمون بعض النصوص مِنَ الكتاب والسنة إلا على طريقة الخوارج القُدَامَى، ولذلك نحن لم ننتسب إلى السلف عَبَثًا، ولا نقول عبثًا حينما نقول لا يكفي للمسلمين أنْ يقولوا نحن نَدْعُو إلى الكتاب والسنّة فقط. بل نحن نَزيد ونقول: إلى الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح...

هم يركبون رؤوسهم ويفسِّرون النصوص بتفاسير غير صحيحة وبحيث تتعارض مع بعض النصوص التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم... فنسأل الله عز وجل لهم الهداية والتوفيق لاتِّبَاع ما كان عليه سلفنا الصالح في فهمهم لنصوص الكتاب والسنّة". اهـ


 فتاوى جدة، الشريط التاسع، من الدقيقة 35 إلى 43. باختصار

الاثنين، 29 أغسطس 2016

من مات وليس في عُنُقِه بيعة، مات مِيتَةً جاهلية



عن ابن عمر -رضي اللهُ عنه- أنه قال لرجل خَلَعَ يزيد بن معاوية وخَرَج عليه: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ خَلَعَ يدًا مِنْ طاعة لَقِيَ اللهَ يوم القيامة لا حُجّة له، ومن مات وليس في عُنُقِه بيعة مات مِيتَةً جاهلية)).
رواه مسلم في صحيحه، 1851


قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-:
"يعني ليست ميتة إسلامية، بل ميتة أهل الجهل -والعياذ بالله-، وسيجد جزاءه عند الله عز وجل. فالواجب أن يعتقد الإنسان أنّ له إمامًا وأنّ له أميرًا يَدِينُ له بالطاعة في غير معصيةِ الله... فمن مات وهو يعتقد أنه ليس له ولي أمر وأنه ليست له بيعة فإنه يموت ميتة جاهلية". اهـ
شرح رياض الصالحين، ج3 ص656-657 باختصار 


وقال الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-:
"الأئمة مُجمِعون من كل مذهب على أنّ من تغلَّب على بلد أو بلدان، له حُكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأنّ الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمامٍ واحد، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أنّ شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم". اهـ
الدرر السَّنِيّة، ج9 ص5


وقال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-:
"يجب على كل مسلم أنْ يكون له إمامٌ سواء كان إمامًا عامًّا كما جرى في عهد الخلفاء الراشدين ومَنْ بَعْدهم من الخلفاء، أو إمامًا في منطقة كما هو الحال الآن. ومنذ أزمنة بعيدة من زمن الأئمة الأربعة ومَنْ بَعدهم والمسلمون متفرِّقون، كلُّ جهة لها إمام، وكلُّ إمامٍ مسموع له ومُطَاع بإجماع المسلمين، ولم يقل أحدٌ من المسلمين: إنه لا تجب الطاعة إلّا إذا كان خليفةً واحدًا على جميع بلاد الإسلام!، ولا يمكن أن يقول أحدٌ بذلك؛ لأنه لو قيل بهذا ما بقي للمسلمين الآن إمامٌ ولا أمير، ولَمَاتَ الناسُ كلهم ميتة جاهلية؛ لأن الإنسان إذا مات وليس له إمام فإنه يموت ميتة جاهلية، يُحْشَر مع أهل الجهل -والعياذ بالله- الذين كانوا قبل الرسالات.

فالإمام في كل مكان وفي كل منطقة بِحَسبها، فمثلًا نحن هنا في السعودية أئمتنا آل سعود لهم علينا البيعة، يجب علينا طاعتهم في غير معصية الله عز وجل، وهم أئمتنا ونَدِين اللهَ تعالى بالولاء لهم، ونعتقد أن بيعتهم في أعناقنا، ولو مات الإنسان على غير هذه العقيدة في هذه البلاد لمات ميتة جاهلية؛ لأنه مات بلا إمام، وكذلك أيضًا في مصر وفي غيرها من البلاد، كلٌّ له إمام جعل اللهُ له السلطة عليه. ولو قلنا لا إمام إلا الإمام الذي يعمُّ جميع بلاد المسلمين ما بقي للمسلمين اليوم أئمة، ولكانت ميتة المسلمين كلهم ميتة جاهلية -والعياذ بالله-...

وقد يقول قائلٌ مثلًا: نحن لم نبايع الإمام فليس كل واحدٍ بايَعَه؟ فيُقال: هذه شبهة شيطانية باطلة؛ فالصحابة -رضي الله عنهم- حين بايعوا أبا بكر -رضي الله عنه- هل كل واحد منهم بايع حتى العجوز في بيتها والبائع في سوقه؟ أبدًا، المبايعة لأهل الحل والعقد، ومتى بايعوا ثبتت الولاية على كل أهل هذه البلاد شاء أو أَبى، ولا أظن أحدًا من المسلمين -بل العقلاء- يقول إنه لابُد أن يبايع كل إنسان ولو في جحر بيته ولو عجوزًا أو شيخًا كبيرًا أو صبيًّا صغيرًا! ما قال أحدٌ بهذا، حتى الذين يدَّعون الديمقراطية في البلاد الغربية وغيرها لا يفعلون هذا، وهم كاذبون؛ حتى انتخاباتهم كلها مبنيّة على التزوير والكذب ولا يُبَالُون أبدًا إلّا بأهوائهم فقط.

الدين الإسلامي متى اتفق أهل الحل والعقد على مبايعة الإمام فهو الإمام شاء الناس أو أَبَوْا، فالأمرُ كله لأهل الحل والعقد، ولو جُعِل الأمر لعامة الناس حتى للصغار والكبار والعجائز والشيوخ وحتى مَنْ ليس له رأي ويحتاج أن يُوَلَّى عليه، لو قِيلَ بهذا ما بقي للناس إمام؛ لأن الناس لابُد أن يختلفوا ولا يمكن أن يتفقوا، أمّا إذا جُعل لأهل الحل والعقد واتَّفقوا على شخصٍ أن يكون أميرهم فهو أميرهم المُطاع الذي يجب أن لا يموت الإنسان إلا وفي عنقه بيعة له، فإنْ لم يفعل فإنه يموت ميتة جاهلية -والعياذ بالله-". اهـ
شرح رياض الصالحين، ج6 ص648-650 باختصار


وقال أيضًا -رحمه الله-:
"ومن مات وليس في عنقه بيعة لأحد مات ميتة جاهلية، ومن تولَّى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام". اهـ
شرح الأربعين النووية، ص149

الجمعة، 19 أغسطس 2016

ما فَضَلَ أبو بكرٍ الصدّيق الناسَ بكثرة صلاةٍ وصيام، إنّما فَضَلَهُم بشيءٍ كان في قلبه

قال التابعي الجليل الإمام بكر بن عبدالله المزني رحمه الله:

"إنّ أبا بَكر لم يَفْضُل الناسَ بأنّه كان أكثرهم صلاةً وصومًا، إنما فَضَلَهُم بشيءٍ كان في قلبه".

رواه أحمد في فضائل الصحابة (١١٨) وصحّح إسناده محققه الشيخ وصي الله عباس.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

"ولم يكن أكثر تطوُّع النبي صلى اللهُ عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة، بل ببِرِّ القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلّقها بالله خشْيَةً له ومحبةً وإجلالًا وتعظيمًا ورغبةً فيما عنده وزُهدًا فيما يَفْنَى...
قال ابن مسعود لأصحابه: "أنتم أكثر صلاةً وصيامًا من أصحاب محمد، وهم كانوا خيرًا منكم. قالوا: ولِمَ؟ قال: كانوا أزهدَ منكم في الدنيا وأرغَبَ في الآخرة". [رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي].
وقال بكر المزني: "ما سبقكم أبو بكر بكثرة صيامٍ ولا صلاة، ولكنْ بشيءٍ وقر في قلبه". قال بعض العلماء المتقدّمين: الذي وقر في صدره هو حُبّ الله والنصيحة لِخَلقه... قال بعض السلف: ما بَلَغ مَنْ بلغ عندنا بكثرة صلاةٍ ولا صيام، ولكنْ بسخاوة النفوس وسلامة الصدور والنُّصح للأُمة. وزادَ بعضهم: واحتقار أنفسهم... ولهذا المعنى كان فضْل العلم النافع الدال على معرفة الله وخشيته ومحبّته ومحبّة ما يحبّه وكراهة ما يكرهه". اهـ

لطائف المعارف ص٣٥٥-٣٥٦ باختصار

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الصبر على ظُلم الولاة من أصول أهل السنة والجماعة



قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

"فإنّ مِنَ العلم والعدل المأمور به: الصبر على ظُلم الأئمة وجَوْرهم، وكما هو من أصول أهل السنة والجماعة، وكما أَمَر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث المشهورة عنه، كما قال: ((إنكم ستلقون بعدي أَثَرَة فاصْبِروا حتى تلقوني على الحوض))، وقال: ((من رأى من أميره شيئًا يكرهه فلْيَصبِر عليه))، إلى أمثال ذلك، وقال: ((أَدُّوا لهم الذي لهم واسْأَلوا الله الذي لكم))، ونهى عن قتالهم ما صَلُّوا؛ وذلك لأن معهم أصل الدين المقصود وهو توحيد الله وعبادته، ومعهم حسناتٌ وتَرْكٌ لسيئاتٍ كثيرة.
وأمّا ما يقع مِنْ ظُلمهم وجورهم بتأويلٍ سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أنْ يُزال بما فيه ظُلم وجور، كما هو عادة أكثر النفوس: تُزيل الشر بِما هو شرٌّ منه، وتُزيل العدوان بما هو أَعْدى منه، فالخروج عليهم يُوجِب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم. فيُصْبَر عليهم كما يُصبر عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ظلم المأمور المنهي [كما ذكر اللهُ عز وجل ذلك في كتابه] في مواضع كثيرة، كقوله: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} ، وقوله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ، وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}". اهـ


انظر: مجموع الفتاوى ج28 ص179-180. والمستدرك على مجموع الفتاوى ج6 ص125-126

الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

كم مِّنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه! قصة عظيمة مع فوائد جليلة




رَوَى الإمام الدارمي في سُنَنه [رقم 210] بإسنادٍ صَحَّحه الألباني عن التابعي عمرو بن سلمة -رحمه الله- أنه قال:
"كُنّا نجلس على باب عبدِ الله بن مسعود [رضي الله عنه] قبل صلاة الغداة فإذا خَرَج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري [رضي الله عنه] فقال أَخَرَجَ إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا. فجلس معنا حتى خرج، فلمّا خرج قُمْنَا إليه جميعًا، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيتُ في المسجد آنِفًا أمْرًا أَنْكَرتُه، ولم أَرَ والحمدُ لله إلّا خيرًا. قال: فما هو؟ فقال: إن عِشْتَ فستراه، قال: رأيتُ في المسجد قومًا حِلَقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حَصَا، فيقول: كبِّروا مائة، فيكبّرون مائة، فيقول هلِّلُوا مائة، فيهلِّلون مائة، ويقول سبِِّحوا مائة، فيسبّحون مائة. قال: فماذا قلتَ لهم؟ قال ما قلتُ لهم شيئًا انتظارَ رأيك أو انتظار أَمْرك. قال: أَفَلَا أَمَرْتَهُم أن يعدُّوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟ ثم مضى ومضينا معه حتى أَتَى حلقة مِنْ تلك الحِلَق فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن حصا نعدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدُّوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء. ويْحَكُم يا أُمّةَ محمد، ما أسرع هلكتكم! هؤلاء صحابة نبيّكم صلى الله عليه و سلم متوافِرُون، وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنِيَته لم تُكسر، والذي نفسي بيده، إنكم لَعَلَى مِلّة هي أَهْدَى من ملة محمد أو مُفْتَتِحُوا بابَ ضَلَالة. قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أَرَدْنَا إلا الخير! قال: وكم مِنْ مُرِيدٍ للخير لن يُصِيبَه! إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّثَنا أنّ قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وايْمُ الله ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم! ثم تولَّى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامّة أُولئك الحِلَق يُطَاعِنُونا يوم النهروان مع الخوارج!". اهـ


 قال الإمام الألباني -رحمه الله- معلِّقًا على القصة:
"فإنّ فيها عبرة لأصحاب الطُّرُق وحلقات الذكر على خِلاف السُّنّة، فإنّ هؤلاء إذا أَنكر عليهم مُنْكِرٌ ما هُم فيه اتَّهَموه بإنكار الذِّكر مِنْ أصله! وهذا كفر لا يقع فيه مسلم في الدنيا، وإنما المُنكَر ما أُلصِق به [أي بالذِّكْر] من الهيئات والتجمعات التي لم تكن مشروعة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وإلّا فما الذي أَنكره ابنُ مسعود -رضي الله عنه- على أصحاب تلك الحلقات؟ ليس هو إلّا هذا التجمع في يوم معيّن، والذكر بعدد لم يَرِد، وإنّما يحصره الشيخ صاحب الحلقة ويأمرهم به من عند نفسه وكأنه مشرِّعٌ عن الله تعالى! {أم لهم شركاءُ شرعوا لهم من الدين ما لم يَأْذَن به الله}. زِدْ على ذلك أن السُّنّة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فِعْلًا وقولًا إنّما هي التسبيح بالأنامل، كما هو مبيَّن في "الرد على الحبشي"، وفي غيره.

 ومن الفوائد التي تُؤْخَذ من الحديث والقصة أنّ العبرة ليست بكثرة العبادة، وإنما بكَوْنِها على السُّنّة بعيدة عن البدعة، وقد أشار إلى هذا ابنُ مسعود -رضي الله عنه- بقوله أيضًا: (اقتصادٌ في سُنّة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة).

 ومنها: أنّ البدعة الصغيرة بَرِيدٌ إلى البدعة الكبيرة، ألَا ترى أنّ أصحاب تلك الحلقات صاروا بعدُ مِنَ الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد علي بن أبي طالب؟ فهل مِنْ مُعتبِر؟!". اهـ

سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، للشيخ الألباني، ج5 ص12-14


وقال العلّامة صالح الفوزان -حفظه الله- معلِّقًا على القصة:
"فهذا فيه التحذير من البدع، وأنها تجر إلى شر، ولو كانت نيّةُ أصحابها حسنة أو مقاصدهم طيّبة؛ لأنه ليس المدار على النيّة والقصد، وإنما المدار على الدليل من كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم". اهـ

شرح فضل الإسلام، ص118

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

حديث: "لا يجوز لامرأة عطيّة إلا بإذن زوجها". وتعليق العلّامة الألباني عليه




عن عبدالله بن عَمْرو -رضي اللهُ عنه- عن النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال:

((لا يجوز لامرأة عطيّةٌ إلّا بإذن زوجها)).

أخرجه أبو داود والنَّسائي وأحمد، وصحّحه الألباني. انظر: الصحيحة رقم 825، و775 و2571، وصحيح الجامع رقم 2750


قال العلّامة الألباني -رحمه الله تعالى-:
"وهذا الحديث وما أَشَرنا إليه مِمّا في معناه يدل على أنّ المرأة لا يجوز لها أن تتصرَّف بمالها الخاص بها إلا بإذن زوجها، وذلك من تمام القِوَامَة التي جعلها ربُّنا تبارك وتعالى له عليها، ولكن لا ينبغي للزوج -إذا كان مسْلمًا صادقًا- أن يستغل هذا الحكم فيتجبَّر على زوجته ويمنعها من التصرف في مالها فيما لا ضير عليهما منه.
وما أشبه هذا الحق بحق ولي البنت التي لا يجوز لها أن تزوّج نفسها بدون إذن وليها، فإذا أعضلها رفعت الأمر إلى القاضي الشرعي ليُنصفها، وكذلك الحكم في مال المرأة إذا جار عليها زوجها فمنعها من التصرف المشروع في مالها. فالقاضي ينصفها أيضًا. فلا إشكال على الحُكم نفسه، وإنما الإشكال في سوء التصرف به. فتأمل". اهـ
السلسلة الصحيحة ج2 ص405-406


وقال -رحمه الله- بعد أنْ رَدَّ بإيجاز على من لم يَأخذ بظاهر هذا الحديث من أهل العلم:
"ثم إنّ هذا الحديث جَهِلَه وتجاهله جُلُّ الدعاة اليوم الذين يتحدّثون عن حقوق المرأة في الإسلام، ليس لأنه ترجَّح لديهم مذهب المخالفين له، بل لأن هذا المذهب يوافق ما عليه الكفار، فيُريدون تقريب الإسلام إليهم بأنه جاء بما يوافقهم في تصرُّف المرأة في مالها، وهم يعلمون أنّ ذلك لا ينفعهم فَتيلا، لأنهم [أي الكفار] يسمحون لها أن تتصرّف أيضًا في غير مالها، فهي تُزوِّج نفسها بنفسها، بل وأنْ تَتَّخِذ أَخْدانا لها!!
وصدق اللهُ العظيم إذْ يقول: {ولن تَرضى عنك اليهودُ ولا النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلّتَهُم}. (البقرة: ١٢٠)". اهـ
السلسلة الصحيحة ج6 ص146-147

السبت، 23 يوليو 2016

أُمة محمد أُمةٌ مرحومة



عن أبي بُردَة قال: كنت جالسًا عند عُبيد الله بن زياد فأُتِيَ برُءُوس الخوارج، كُلّما جاء رأس قلت: إلى النار، فقال عبدالله بن يزيد الأنصاري: أوَلَا تَعْلم يا ابن أخي أنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ عذاب هذه الأُمة جُعِلَ في دُنيَاها)).

رواه الحاكم في المستدرك، رقم 156، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصحّحه الألباني على شرط البخاري وحده


وعن أبي موسى -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُمتي هذه أُمةٌ مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل)). 

رواه أبو داود في سننه، رقم 4378، وغيره، وصحّحه الألباني


أَي يُعَجِّلُ الله لأمة محمد -صلى اللهُ عليه وسلم- ما يكفّر عنها الذنوب في الدنيا، وذلك بحصول الفتن فيما بينها وإذاقة بعضها بأس بعض، والزلازل، والقتل.

انظر التنوير للأمير الصنعاني، ج3 ص239-240


قال الإمام الألباني -رحمه الله-:
"اِعلم أنّ المقصود بـ"الأمة" هنا غالبها؛ للقَطْع بأنه لابُد من دخول بعضهم النار للتطهير، أَفاده المناوي". اهـ

السلسلة الصحيحة، ج2 ص749


وقال -رحمه الله- مبيِّنًا خطأ من ضعَّف هذا الحديث بدعوى أنه مخالف لأحاديث دخول ناسٍ من الأمة النار ثم خروجهم منها بالشفاعة:
"الحقيقة أنه لا تَعارُض عند التأمُّل... فإنه ليس المُراد به كل فرد من أفراد الأمة، وإنما من كان منهم قد صارت ذنوبه مكفَّرة بما أصابه من البَلَايا في حياته؛ كما قال البيهقي في شُعَب الإيمان (١/ ٣٤٢): "وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تَصِرْ ذنوبه مكفَّرة في حياته".
قلت -أي الألباني-: فالحديث إذن من باب إطلاق الكل وإرادة البعض، أطْلَقَ "الأُمة" وأراد بعضها، وهم الذين كُفِّرَت ذنوبهم بالبلايا ونحوها ممّا ذُكِر في الحديث، وما أكثر المكفِّرات في الأحاديث الصحيحة والحمدُ لله، وفي ذلك أَلَّف الحافظ ابن حجر كتابه المعروف في المكفِّرات". اهـ

السلسلة الصحيحة، ج2 ص727-728 باختصار

الثلاثاء، 19 يوليو 2016

النفوس المحرَّمة أربعة



قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:

"والنَّفْس المحرَّمة أربعة أنْفُس، هي: نفس المؤمن، والذِّمّي، والمُعاهَد، والمستأمِن، بكسر الميم: طالِب الأمان.
فالمؤمن لإيمانه، والذمي لذمّته، والمعاهَد لعهده، والمستأمِن لتأمينه.
والفرق بين الثلاثة -الذمي والمعاهَد والمستأمِن- أن الذمي هو الذي بيننا وبينه ذِمّة: أي عَهْدٌ على أن يُقِيم في بلادنا معصومًا مع بَذْل الجزية.
وأمّا المعاهَد فيقيم في بلاده لكنْ بيننا وبينه عهد أنْ لا يُحاربنا ولا نحاربه.
وأمّا المستأمِن فهو الذي ليس بيننا وبينه ذمة ولا عهد، لكننا أمَّنّاه في وقتٍ محدد، كرجل حربي دخل إلينا بأمان للتجارة ونحوها، أو لِيَفْهَم الإسلام، قال تعالى: {وإنْ أَحَدٌ مِنَ المُشرِكينَ استجارَكَ فَأَجِرْهُ حتى يَسْمَعَ كلامَ اللهِ ثم أَبْلِغْهُ مَأْمَنَه} [التوبة:٦].
وهناك فرقٌ آخر وهو أن العهد يجوز مِنْ جميع الكفار، والذمة لا تجوز إلا من اليهود والنصارى والمجوس دُونَ بقية الكفار، وهذا هو المشهور من المذهب، والصحيح: أنها تجوز من جميع الكفار.
فهذه الأنفس الأربع قَتْلُها حرام، لكنها ليست على حدٍّ سواء في التحريم، فنفس المؤمن أعظم، ثم الذمي، ثم المعاهَد، ثم المستأمِن". اهـ

القول المفيد على كتاب التوحيد ج١ ص٤٩٩-٥٠٠

الأربعاء، 13 يوليو 2016

هل وَصْفُ النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بكثرة العبادة يدل على أنهم مُخْلِصُون؟




سُئِل الشيخ العلاّمة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:

حديث: (تَحْقِرُون صلاتكم مع صلاتهم ...)،
هل يعني أنّه وصف الخوارج بالإخلاص؟

الجواب: 

"لا، لو عندهم إخلاص لأَخَذوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس عندهم إخلاص، الله أعلم عندهم شيء من الرياء، وعندهم عبادة غير صحيحة ومبالَغة في العبادة، فقد جاء ثلاثة نَفَر إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبِرُوا كأنهم تقالُّوها [أي وَجَدوا تلك العبادة قليلة] فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؟ قال أحدهم: أمّا أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أمَا والله إني لأَخشاكُم لِله وأَتْقاكُم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رَغِبَ عن سُنّتي فليس مني)

فهؤلاء الخوارج لمّا غَلَوا في العبادة وتجاوَزوا الحد وقعوا في الغلو هذا بارك الله فيكم، ضلال لا نَحمدهم عليه، بل هذا ذَمٌّ لهم لأنهم وقعوا في الغلو.

الصحابة أفضل خلق الله وأَعبد الناس لِله، يعني هؤلاء يصلّون أكثر منهم؟ وهم يقرؤون القرآن أكثر منهم؟ فهم يقرؤون القرآن ويفهمونه على غير مرامِيه ومقاصده. يا أخي أنا أقرأ آية واحدة في الصلاة على سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم خير من قيام الليل كله، فهذا غلو في العبادة، هم خارِجون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وراغبون عنها، هم أهل ضلال، فهذا ليس مدْحًا لهم ولا يعني ثناءً عليهم بالإخلاص". اهـ


مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ج14 ص421-422

الأحد، 3 يوليو 2016

فصل ما بين أهل السنة وبين أهل البدع



قال الحافظ أبو القاسم الأصبهاني -رحمه الله-:

"اِعلم أنّ فصْلَ ما بيننا وبين المُبتدِعة هو مسألة العقل، فإنهم أسّسوا دينهم على المعقول، وجعلوا الاتِّباع والمأثور تَبَعًا للمعقول، وأمّا أهل السنة قالوا: الأصل في الدين الاتّباع، والمعقول تَبَع". اهـ

الحُجة في بيان المحجة 1/241


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

"فالأصل الذي افترق فيه المؤمنون بالرسل والمخالفون لهم: تقديم نصوصهم على الآراء وشرعهم على الأهواء. وأصلُ الشر مِنْ تقديم الرأي على النص، والهوى على الشرع.
فمن نوَّر اللهُ قلبه فرأى ما في النص والشرع من الصلاح والخير وإلّا فعليه الانقياد لنص رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرْعه، وليس له معارضته برأيه وهواه". اهـ

منهاج السنّة ج8 ص411

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

حديث: أكثر مُنافقي أمتي قُرّاؤها



قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"أكثر مُنافِقِي أُمّتي قُرّاؤُها". 
حديث صحيح.
صحيح الجامع للألباني، 1203. والسلسلة الصحيحة، 750

قال الإمام البغوي -رحمه الله- في شرح السُّنة 1/77:
"وقوله (أكثر منافقي أمتي قُرّاؤُها)، فهو أنْ يَعتاد تَرْكَ الإخلاص في العمل،  كما جاء: «التاجر فاجر»، وأرَاد: إذا اعتاد التاجر الكذب في البيع والشراء، لا أن نفس التجارة فجور، بل هي أمْرٌ مأذونٌ فيه، مُبَاحٌ في الشرع.". اهـ

وقال الأمير الصنعاني -رحمه الله- في التنوير 3/45:
"وليس المراد هنا نِفَاق الشرك، بل نفاق العمل، وهو التصنُّع ببعض الأعمال الدينية لِنَيْلِ الدنيا، وهذا واقعٌ في القُّراء المتَّصِلِين بأهل الدنيا ومُلُوكها الطالِبين لِمَا في أَيدِيهم، والوعيدُ في الأحاديث على ذلك كثير، وليس المراد كل القراء". اهـ


الاثنين، 27 يونيو 2016

أهل العلم يَكرهون من المواعظ ما يُنسي بعضُه بعضًا لِطُوله



قال الإمام ابن عبد البَر -رحمه الله-:

"وأهل العلم يَكرهون مِنَ المواعظ ما يُنسي بعضُه بعضًا لِطُولِه، ويستحبّون مِنْ ذلك ما وَقَف عليه السامِع الموعوظ فاعتَبَره بعد حِفْظِه له، وذلك لا يكون إلا مع القلّة". اهـ

الاستذكار ج2 ص364

الأربعاء، 22 يونيو 2016

قراءة آية بتفكُّر وتفهُّم خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبُّر وتفهُّم




قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-:

"قراءة آية بتفكُّر وتفهُّم خيرٌ من قراءة ختمة بغير تدبُّر وتفهُّم، وأَنْفَع للقلب وأَدْعَى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف، يردِّد أحدهم الآية إلى الصباح، وقد ثبت عن النَّبِي -صلى اللهُ عليه وسلم- أنه قام بآية يردّدها حتى الصباح، وهي قوله -تعالى-: {إِن تُعَذّبْهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادُك وَإِنْ تغْفِر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم}، فقراءة القرآن بالتفكُّر هي أصل صلاح القلب، ولهذا قال ابن مسعود -رضي اللهُ عنه-: (لا تَهُذُّوا القرآن هَذَّ الشِّعر، ولا تَنْثُروه نَثْرَ الدَّقَل، وقِفُوا عند عجائبه، وحرِّكُوا به القلوب، لا يَكُن هَمُّ أحَدِكُم آخرَ السورة)". اهـ 

مفتاح دار السعادة، ج1 ص187

الأحد، 12 يونيو 2016

إذا ذُكِرَ الصحابة فَأَمْسِكْ!




قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:

"إذا ذُكِرَ أصحابي فَأَمْسِكُوا".

صحيح الجامع، رقم 545. والسلسلة الصحيحة، رقم 34


قال الإمام أبو المظفر السَّمعاني -رحمه الله-:

"المُراد به: الإمساك عن ذِكْرِ المَسَاوِئ". اهـ


وقال في تفسير قول الله تعالى: 

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
[سورة الحشر:10] :

"{غِلًّا لِلَّذين آمنُوا} أَيْ: خِيَانَةً وحِقْدًا، وفي الآية دليلٌ على أَنّ الترحُّمَ للسَّلَف والدعاءَ لهم بالخير وَتَرْكَ ذِكْرِهِم بالسُّوء مِنْ علامة المؤمنين.
ورُوِيَ أَنّ رجُلًا جاء إلى مالك بن أنس فجَعَلَ يَقَع في جماعة من الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم، فقال له: أنت مِنَ الفقراء {المهاجرين الّذينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِم وأموالِهم} [سورة الحشر:8] ؟ قال: لا. قال: أنت مِنَ {الّذين تبَوَّءُوا الدارَ والإيمانَ مِنْ قَبْلِهِِم} [سورة الحشر:9] ؟ قال: لا. فقال: أَشهَدُ أنك لَسْتَ مِنَ {الّذينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَان}". اهـ


تفسير السمعاني ج5 ص402 و403

الاثنين، 6 يونيو 2016

أصول الخطايا ثلاثة



قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"أصول الخَطايا كلها ثلاثة: الكِبْر وهو الذي أَصَار إبليس إلى ما أَصَاره، والحرص وهو الذي أَخرج آدم من الجنة، والحسد وهو الذي جرّأ أحَدَا بني آدم على أخيه.
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر، فالكفر مِنَ الكِبْر، والمعاصي من الحرص، والبَغْي والظلم من الحسد". اهـ

الفوائد ص58

الجمعة، 3 يونيو 2016

اجتماع الأمة واجب، ولكنْ ليس على الأهواء، ولا بالمُداهنة



قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-:

"اجتماع الأُمة لا شك أنه واجب، كما قال اللهُ عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ لكنْ واجب على أيِّ شيء؟ على هديِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ما هو على الأهواء.
(اعتصموا بحبل الله) بَدَأ بالحبل قبل أنْ يقول: (جميعًا)، وحبلُ الله هو دينه وشريعته.
وأمّا أن نتَّفِق بالمُداهنة فهذا غلط. ولهذا نَجِدُ العلماء -رحمهم الله- يردُّون على المُبتَدِعة ويَرَوْنَ أنّ الواجب عليهم الرجوع إلى الحق". اهـ


لقاء الباب المفتوح، 194

الاثنين، 30 مايو 2016

الحياة الطيّبة



سُئِل الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-:

ما هو الجَمْع بين قول الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَـلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم (أَشَدُّ الناس بَلاءً الأنبياء ثم الأمْثَل فالأمثل) وقوله صلى الله عليه وسلم: (يُبتَلَى الرجل على قَدْرِ دِينه) فكيف يُجمَع بين الحياة الطيبة والبلاء في حياة المؤمن؟

الجواب:

"الحياة الطيّبة ليست كما يفهمه بعض الناس: السلامة من الآفات مِنْ فقر ومرض وكدر.
لا، بل الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيّب القلب منشرح الصدر مطمئنًّا بقضاء الله وقَدَرِه، إنْ أصابته سرّاء شَكَر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاءَ صبَرَ فكان خيراً له، هذه هي الـحياة الطيبة، وهي راحة القلب.
أمّا كثرة الأموال وصحة الأبدان فقد تكون شقاءً على الإنسان وتَعَباً، وحينئذٍ لا يكون هناك مُنافاة بين الآية الكريمة وبين ما ذكره السائل مِنَ الحديثين، فإنّ الإنسان قد يُبتَلَي بالبلايا العظيمة ولكن قلبه مطمئنٌ وراضٍ بقضاء الله وقَدَره، ومنشرح الصدر لذلك، فلا تؤثّر عليه هذه البَلايا شيئًا". اهـ

فتاوى إسلامية ج٤ ص٦٤

الجمعة، 27 مايو 2016

الإسلام يوجّه العقل التوجيه الصحيح


قال العلّامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:

"إنّ عقيدة الإسلام لا تَغُلُّ العقل والفِكر، بل هي تبصِّرُ العقل وتوجِّهُهُ التوجيهَ الصحيح إلى احترام الحق وتحرّي الحقائق والبحث عنها بتثبُّتٍ وأَنَاةٍ وأدب، وتَفُكُّ أَسْرَه من الخرافات والتقاليد والعقائد الفاسدة وتحطِّم أغلالها وآصارها، وتَضَع للعقل حدودًا لا يتعدّاها". اهـ

نظرات في كتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب، ص423 باختصار

الأحد، 15 مايو 2016

كلام نفيس للإمام ابن عثيمين يرد فيه على من يقول: لا تهاجموا الأشاعرة والإخوان وغيرهم



قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- في رسالة لأحد الكُتّاب:

"حادي عشر: في الصفحة ... عدد ... دَعَا فضيلتكم إلى الكَف عن مهاجمة أَتْباع المذاهب والأشاعرة والإخوان، حتى الصوفيين أصحاب الطُّرُق المعروفة، وعَلَّلْتُم ذلك بأنّ الجميع يريدون وجه الله ويجمعهم شيءٌ واحد وهو حب الإسلام وخدمة الدين، ومنهم من يُخطِئ في الأسلوب أو في الطريق، ثم دَعَوتُم إلى أن نوجِّههم بالحُسنى إلى الجادّة.
ولا رَيْب أنّ التوجيه بالحُسنى مطلوب، وأنّ لِلدعوة إلى سبيل الله تعالى أربع مراتب ذَكَرَها اللهُ تعالى في آيتين، أولاهُما: قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، والثانية: قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} .
وكثير من هؤلاء المُخالِفين للسلف تقوم عليهم الحُجة بأوضح بيان وأَفصح عبارة ولكنهم يُعاندون وربما يَعْتَدُون ويَستطيلون على أهل الحق بوصفهم بألقاب السوء لينفِّروا الناس عن الحق الذي هم عليه. ومثل هؤلاء لا يمكن الدعوة إلى مُداهنتهم وتَرْك مهاجمتهم؛ لأن ذلك إضعاف لجانب الحق وذُل وخنوع لأهل الباطل.
وأمّا التعليل الذي ذكرتموه مِنْ أن الجميع يريدون وَجْه الله ويجمعهم حب الإسلام وخدمة الدين فلا رَيْب أن بعضهم يدّعي ذلك، ولكن الإخلاص وحده لا يكفي بل لا بُد من عملٍ صالح، ولا يكون العمل صالحًا حتى يكون مخلَصًا لله متَّبَعًا فيه شريعته التي كان عليها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبَعوهم بإحسان؛ قال الله تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. فلم يَكْتَفِ بمجرد إسلام الوجه لله تعالى بل قيَّد ذلك بقوله: {وَهُوَ مُحْسِنٌ}. ومن المعلوم أن المشركين الذين يعبدون الأصنام ويتّخذونهم أولياء كانوا يدَّعون حُسْن القصد، يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، وأنّ مِنْ هؤلاء الطوائف الذين دَعَوْتُم إلى تَرْك مهاجمتهم وزعمتم أنهم يريدون وجه الله مَنْ اتَّخَذَ مِنْ دُون الله أولياء يحبّونهم كحب الله أو أشد.
ثم إنّ كُل من يدّعي أنه يريد وجه الله والدار الآخرة فإنه غير مقبول في دَعْواه حتى يأتي بالبيِّنة التي نَصَبها اللهُ تعالى بُرهانًا على ذلك في قوله تعالى لرسوله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم...}. فمن ادَّعى أنه يريد وجه الله وأنه يحب دينه وهو الإسلام نَظَرْنا في موقفه تجاه الإسلام فإنْ كان على ما كان عليه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في العقيدة والقول والعمل كان صادِقًا في دَعواه، وإنْ قصر في ذلك عَلِمْنا أنه قد نَقَص مِنْ صِدْقه بقدر ما قصر فيه.
وليعلم فضيلتكم أنّ كثرة العدد ليست وحدها السبب في نُصرة الإسلام وعزة المؤمنين؛ فقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلة)) كما رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وأعلَّه الترمذي، وأنّما النّصرة لِمن نَصَرَ الله عز وجل واتَّبَع رسوله ظاهرًا وباطنًا؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، وقال جَلَّ ذِكْرُه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} 
فنسأل اللهَ تعالى أن يجمع المسلمين على كلمة الحق، وأن يعيذهم من البِدَع والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمكِّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأن يصلح لهم ولاةَ أمورهم، وأن يجعلنا وإيّاكم من الهداة المهتدين وقادة الخير المصلحين، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن يَهِبَ لنا مِنْهُ رحمةً إنه هو الوهاب.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
٢٤\١٢\١٤٠٣ هـ". اهـ

مجموع فتاوى ورسائل الإمام ابن عثيمين، ج1 ص275-278

السبت، 14 مايو 2016

فائدة مهمّة في التحذير من الانبهار بما وصل إليه الكفار من علوم الدنيا

قال العلّامة الجليل محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:

{...وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُون}
سورة الروم ٦-٧

"اِعلَم أنه يجب على كل مسلم في هذا الزمان أنْ يتدبّر آية «الروم» هذه تدَبُّرًا كثيرًا، ويبيّن ما دَلَّتْ عليه لكل مَنْ استطاع بيانه له من الناس.

وإيضاحُ ذلك:

أنّ مِنْ أَعظم فِتَن آخر الزمان التي ابْتَلَى اللهُ بها ضِعَاف العقول من المسلمين: شدّة إِتْقَان الإفرنج لأعمال الحياة الدنيا، ومهارتهم فيها على كثرتها، واختلاف أنواعها مع عَجْز المسلمين عن ذلك،

فظنُّوا أنّ مَنْ قَدَرَ على تلك الأعمال أنه على الحق، وأنّ من عجز عنها متخلِّفٌ وليس على الحق،

وهذا جهلٌ فاحش، وغَلَطٌ فادح.

وفي هذه الآية الكريمة إيضاحٌ لهذه الفتنة وتخفيفٌ لِشَأْنِها أَنزَلَه اللهُ في كتابه قبل وقوعها بأزمانٍ كثيرة، فسُبحانَ الحكيم الخبير ما أَعْلَمه، وما أَعظمه، وما أَحْسَن تعليمه.

فقد أَوضَح جَلَّ وعَلا في هذه الآية الكريمة أنّ أكثر الناس لا يَعلمون، ويَدخُل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دُخولًا أوّلِيًّا،

فقد نَفَى عنهم جَلَّ وعلا اسم العِلْم بمعناه الصحيح الكامل، لأنهم لا يَعْلمون شيئًا عمَّنْ خَلَقَهُم، فأَبْرَزَهُم مِنَ العَدَم إلى الوجود، ورزقهم، وسوف يُميتهم، ثم يُحييهم، ثم يُجازيهم على أعمالهم، ولم يَعْلموا شيئًا عن مصيرهم الأخير الذي يُقيمون فيه إقامةً أَبَديّةً في عذابٍ فظيعٍ دائم، ومَنْ غَفَلَ عن جميع هذا فليس معدودًا مِنْ جنسِ مَنْ يَعْلَم". اهـ

➖وقال أيضًا -رحمه اللهُ تعالى-:

"واعلَم أنّ المسلمين يجب عليهم تعَلُّم هذه العلوم الدنيوية، كما أوضحنا ذلك غايةَ الإِيضاح في سورة «مريم» في الكلام على قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}، وهذه العلوم الدنيوية التي بَيَّنّا حقارتها بالنسبة إلى ما غَفَلَ عنه أصحابُها الكُفّار: إذا تَعَلَّمها المسلمون، وكان كُلٌّ مِنْ تَعليمها واستعمالها مطابقًا لِمَا أَمَرَ اللهُ به على لسان نبيِّه -صلى اللهُ عليه وسلم- كانت مِنْ أشرف العلوم وأَنْفَعها؛

لأنها يُستَعانُ بها على إعلاءِ كلمةِ الله ومَرْضاته جَلَّ وعلا، وإصلاح الدنيا والآخرة، فلا عيبَ فيها إذن، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة}، فالعمل في إعداد المُستطاع من القوة امتثالًا لأمْرِ الله تعالى وسعْيًا في مرضاته وإعلاء كلمته ليس مِنْ جنسِ عِلْمِ الكفار الغافلين عن الآخرة كما تَرى، والآيات بمثلِ ذلك كثيرة، والعلمُ عند الله تعالى". اهـ

📚 تفسير أضواء البيان ٦ / ١٦٦ - ١٦٧