الأحد، 19 نوفمبر 2023

سيموت الطاعنون في أهل العلم، وتموت دعوتهم، وتبقى علوم أهل العلم، ويبقى لهم الذِّكْرُ الجميل

قال العلّامة الوادعي -رحمه الله-:


"سيموت هؤلاء الطاعنون في أهل العلم، وتموت دعوتهم، وقد ماتوا وهم أحياء، ويبقى أهل العلم، نترحم عليهم، وأيضًا نستفيد من علومهم، والحمد لله ...

هؤلاء الذين يلمزون العلماء بأنهم علماء حيض ونفاس، وأنهم علماء حكوميون، أنا لا أقول إنه لا يوجد علماء حكومة، لا أقول هذا، لكن العلماء الأفاضل الأجِلّاء يتّهمونهم بأنهم علماء حكومة، ومِثل الشيخ الألباني يُتهم بأنه مرجئ، أو يُتهم بأنه عميل لإسرائيل، أو غير ذلك، كل هذه ستَذهب، وتبقَى علوم علمائنا، ويبقى الذِّكرُ الحَسَن، ويجعل اللهُ لهم لسانَ صِدقٍ في الآخِرين".


📻 شريط: أسئلة أهل المغرب.

الجمعة، 17 نوفمبر 2023

هل للأسماء تأثير في مسمّياتها؟

 قال العلّامة العثيمين -رحمه الله-:

"لو قال قائل: هل للأسماء تأثير في مسمّياتها؟

فالإجابة: ليس لها تأثير، إلّا إنْ كان ذلك من طريق الوحي، والواقع يَشهد بأنه لا حقيقة لذلك، فتجد هذا اسمه (عبد الله) وهو عبد للشيطان، وتجد هذا اسمه (شرورة) وتجده مِنْ أخْيَر الناس... لكن ينبغي أنْ يُرَاعَى في الأسماء ما أرشَدَ إليه الرسول -عليه الصلاةُ والسلام-، فأحَبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن. [رواه مسلم:٢١٣٢]".


📚 تفسير سورة النمل ص٢٦٨

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023

عصَمَها اللهُ بالوَرَع

قالت أم المؤمنين عائشة في قصة الإفك: "كان رسولُ الله ﷺ يَسأل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري، فقال: (يا زينبُ، ما عَلِمْتِ؟ ما رأيتِ؟)

فقالت: يا رسول الله، أحْمِي سمعي وبصري، والله ما عَلِمْتُ عليها إلّا خيرًا".

قالت عائشة: "وهي التي كانت تُسَامِيني مِن أزواج رسول الله ﷺ [يعني: تُفَاخِرني]، فعصَمَها اللهُ بالوَرَع".


حديثٌ متفَقٌ عليه

السبت، 11 نوفمبر 2023

مَنْ أهَانَ السلطانَ أهَانَهُ الله

 عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، قال:

"ألَا لا يَمْشِيَنَّ رجلٌ منكم شِبرًا إلى ذِي سُلطانٍ لِيُذِلَّه، فلا والله، لا يَزالُ قومٌ أذَلُّوا السلطان أذِلّاءَ إلى يوم القيامة".

رواه ابنُ أبِي شيبة (٤٠٢٣٤) بسندٍ صحيح.


قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

"وإهانة السلطان لها عدة صور:

منها: أنْ يَسْخَرَ بأوامر السلطان، فإذا أمَرَ بشيء قال: انظروا ماذا يقول؟!

ومنها: إذا فعَلَ السلطانُ شيئًا لا يراه هذا الإنسان قال: انظروا، انظروا ماذا يفعل؟ يريد أن يهوّن أمر السلطان على الناس؛ لأنه إذا هوّن أمر السلطان على الناس استهانوا به ولم يمتثلوا أمْرَه ولم يَجتنبوا نَهْيَه.

ولهذا: فإنّ الذي يُهِين السلطان بنشر معايِبه بين الناس وذمّه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عُرضةً لِأَنْ يُهِينَهُ اللهُ عزّ وجل؛ لأنه إذا أهَانَ السلطان بمثل هذه الأمور تمرَّد الناسُ عليه فعَصَوْه، وحينئذٍ يكون هذا سببَ شرٍّ فيُهِينه اللهُ عزّ وجل. فإنْ أهَانَهُ في الدنيا فقد أدرَكَ عقوبته، وإنْ لم يُهِنْهُ في الدنيا فإنه يستحق أنْ يُهَانَ في الآخرةِ والعياذُ بالله".


📚 شرح رياض الصالحين ٣ / ٦٧٣

الجمعة، 3 نوفمبر 2023

الطبقة المتوسطة بين العلماء الأكابر وبين عَوَام الناس: منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين


قال العلّامة الشَّوْكاني -رحمه الله- في ترجمة (علي بن قاسم حنش) :


"ومِنْ مَحَاسِن كلامه الذي سمعته منه:


الناس على طبقات ثلاث:

١- فالطبقة العالية: العلماء الأكابر، وهم يعرفون الحق والباطل، وإنِ اختلفوا لم يَنشأ عن اختلافهم الفتن، لِعِلمهم بما عند بعضهم بعضًا،


٢- والطبقة السافلة: عامّة على الفطرة، لا يَنْفِرُون عن الحق، وهم أتْبَاع مَن يقتدون به، إنْ كان مُحِقًّا كانوا مِثْلَه، وإنْ كان مُبْطِلًا كانوا كذلك، 


٣- والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر، وأصل الفتن الناشئة في الدين، وهم الّذين لم يُمْعِنُوا في العلم حتى يَرتَقُوا إلى رتبة الطبقة الأولى، ولا ترَكُوهُ حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة، فإنهم إذا رأوا أحدًا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه ممّا يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور، فوَّقُوا إليه سهام التقريع [يعني: التوبيخ]، ونسبوه إلى كل قولٍ شنيع، وغيَّرُوا فِطَرَ أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهاتٍ باطلة، فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق. 


هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه، 

وقد صدق، فإنّ مَنْ تأمَّل ذلك وجَدَهُ كذلك".


📚 البدر الطالع للشوكاني ١ / ٤٧٣