الجمعة، 29 سبتمبر 2023

لماذا يتخبط كثير من المتصدرين للعلم المزاحمين لأهل العلم ويُورِثون الفوضى والفتن بين محبي العلم؟

 لماذا يتخبط كثير من المتصدرين للعلم المزاحمين لأهل العلم ويُورِثون الفوضى والفتن بين محبي العلم؟


الجواب باختصار: لأنهم لم يسلكوا السبيل الصحيح في تعلم العلم وتعليمه.

⬇️

قال الإمام الحافظ ابن عبد البَر -رحمه الله-: "طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعَدِّيها، ومن تعَدّاها جملةً فقد تعدّى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدّى سبيلهم عامدًا ضَل، ومن تعدّاهُ مجتهدًا زَل، فأوّل العلم: حِفظُ كتاب الله عز وجل وتَفَهُّمُه وكل ما يُعِين على فهمه فواجبٌ طَلَبه معه، ولا أقول: إنّ حفظه كله فرض، ولكنّي أقول: إنّ ذلك شرطٌ لازم على من أحَبَّ أن يكون عالمًا فقيهًا ناصبًا نفسه للعلم ليس من باب الفرض".

📚 جامع بيان العلم وفضله ٢ / ١١٢٩


وقال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-: 

"نجد بعض الإخوة الذين عندهم شيء من مبادئ العلم إذا اجتهدوا فأفتوا أنهم هم بأنفسهم يندمون؛ لأنهم بعد أن يتقدم بهم السن ويعرفوا العلم تمامًا يجدون أنهم أخطأوا في هذا، ولذلك فمِنْ أخطر ما يكون على طالب العلم التعجل في الفتوى، وما دام الأمر والحمدُ لله واسعًا وهناك من هو أكبر منك سنًّا وقَدْرًا في العلم وأكثر منك وأغزر فالأمر موكولٌ إليه".

📻 لقاء الباب المفتوح (١٢٣ب)


وقال العلّامة الألباني -رحمه الله-:

"ركوب كثير من هؤلاء الناس رؤوسهم وتسرّعهم في ادّعاء العلم والكتابة، وهم بعد ما مشوا إلى منتصف طريق العلم، هو الذي جعل الآن الذين ينتمون للدعوة السلفية مع الأسف شِيَعًا وأحزابًا".

📻 سلسلة الهدى والنور ١٨٨/٥

الجمعة، 8 سبتمبر 2023

عناية أئمة الحديث بكتاب الله تعالى


قال ابن أبي حاتم: "لم يَدَعني أبي [الإمام أبو حاتم الرازي] أشتغل في الحديث حتى قرأتُ القرآن على الفضل بن شاذان الرازي، ثم كتبت الحديث".


سير أعلام النبلاء للذهبي ١٣ / ٢٦٤


وقال الإمام ابن جُرَيج: "أتَيتُ عطاء، وأنا أريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عبيد بن عمير، فقال لي ابن عمير: قرأت القرآن؟

قلت: لا.

قال: فاذهب، فاقرأه، ثم اطلب العلم.

فذهبت، فغَبَرْتُ زمانًا حتى قرأتُ القرآن، 

ثم جئت عطاء وعنده عبد الله، فقال: قرأت الفريضة؟

قلت: لا.

قال: فتعلم الفريضة، ثم اطلب العلم.

قال: فطلبت الفريضة، ثم جئت.

فقال: الآن فاطلب العلم.

فلزمتُ عطاء سبع عشرة سنة".


سير أعلام النبلاء للذهبي ٦ / ٣٢٧


قال الحافظ الخطيب البغدادي كما في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ١ / ١٠٦ - ١١١: 


"ذِكْر ما يجب تقديمُ حِفْظِه على الحديث: ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، إذْ كان أجَلّ العلوم وأولاها بالسبق والتقديم ...


عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرءوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه، أما إني لا أقول: الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، فتلك ثلاثون " ...


قرأتُ على الحسن بن أبي بكر، عن عثمان بن أحمد الدقيقي، نا أحمد بن محمد بن بكر الوراق،ف نا القاسم بن عثمان الدمشقي، نا الوليد، يعني ابن مسلم، 

قال: " كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدَثًا، قال: " يا غلام، قرأتَ القرآن؟ فإن قال: نعم، قال: اقرأ: {يوصيكم الله في أولادكم} وإنْ قال: لا، قال: اذهب تعلّم القرآن قبل أن تطلب العلم "


أخبرني أبو منصور أحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ، أنا عمر بن إبراهيم بن أحمد، نا أحمد بن علي الديباجي، نا محمد بن موسى النهرتيري، قال: سمعت أبا هشام الرفاعي، يقول: 

«كان يحيى بن يمان إذا جاءه غلام أمرد استقرأه رأس سبعين من الأعراف، ورأس سبعين من يوسف، وأول الحديث، فإنْ قرأه حدَّثَه، وإلّا لم يحدّثه».


 فإذا رزقه اللهُ تعالى حِفظَ كتابه، فليحذر أنْ يشتغل عنه بالحديث أو غيره من العلوم اشتغالًا يؤدّي إلى نسيانه... 


ثم الذي يتلو القرآن من العلوم: أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه، فيجب على الناس طلبها، إذْ كانت أسّ الشريعة وقاعدتها، قال الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ، وقال تعالى: {من يُطِعِ الرسولَ فقد أطاع الله} ، وقال: {وما ينطق عن الهوى} ...


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني قد خلفت فيكم شيئين، لن تضلوا أبدًا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض "

وبحسب المرء أن يشتغل في هذا الزمان بسماع السنن وطلب الحديث". اهـ باختصار

السبت، 2 سبتمبر 2023

صحَّ عن ابن عمر: كل بدعةٍ ضلالة، وإنْ رآها الناسُ حسنة

 قال عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما:


"كل بدعةٍ ضلالة، وإنْ رآها الناسُ حسنة".


رواه المَرْوَزي (٨٣) بسند صحيح، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة ٦ / ٥٢٧ والعبّاد في فتح القوي المتين ص٩٨