الثلاثاء، 30 أبريل 2024

الحسن بن علي -رضي الله عنه- خامس الخلفاء الراشدين

الحسن بن علي -رضي اللهُ عنه- 
خامس الخلفاء الراشدين
الذين أمَرَ النبي ﷺ باتّباع سنّتهم
كما في قوله ﷺ: (عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المَهْدِيّين).

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والدليل على أنه أحد الخلفاء الراشدين: الحديث الذي أَوْرَدناه في دلائل النبوّة مِنْ طُرُق: عن سفينة مولَى رسول الله ﷺ، أنّ رسول الله ﷺ قال: (الخلافة بعدي ثلاثون سَنَة، ثم تكون مُلْكًا) [صحّحه الألباني]. وإنما كَمَلَت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه، فإنه نَزَلَ عن الخلافة لمعاوية في ربيعٍ الأول من سَنَة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله ﷺ؛ فإنه تُوُفِّيَ في ربيعٍ الأول سَنَة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من أكبر دلائل النبوة، وقد مَدَحَهُ رسول الله ﷺ على صنيعه هذا(١)، وهو تَرْكُه الدنيا الفانِيَة، ورَغْبَتُه في الآخرة الباقية، وحقْنه دماء هذه الأمّة، فنَزَلَ عن الخلافة وجعل المُلْكَ بِيَدِ معاوية، حتى تجتمع الكلمة على أميرٍ واحد".

📚 البداية والنهاية ١١ / ١٣٤

(١) يُشِير إلى قول النبي ﷺ عن الحسن كما في الصحيح: (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

السبت، 30 مارس 2024

ليلةُ القدر ليلةُ الحُكم

{إنّا أنزلناه في ليلة القدر}


قال التابعي الإمام المفسر مجاهد بن جَبْر:


"ليلة الحُكم".


رواه ابن أبي شيبة (٨٩٣١) بسَنَد صحيح.


قال الإمام الطبري في تفسيره ٢٤ / ٥٤٢:


"وهي ليلة الحكم التي يَقضِي اللهُ فيها قضاء السَنَة". اهـ


قال الله عز وجل: {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين * فيها يُفْرَقُ كلُّ أمرٍ حكيم}.


قال التابعي الإمام المفسِّر قتادة بن دِعَامَةَ:


"هي ليلة القدر، يُقْضَى فيها ما يكون من السَنَة إلى السَنَة".


رواه عبد الرزاق في تفسيره (٢٨٠١) بسَنَد صحيح.


قال العلّامة الشنقيطي -رحمه الله-: "معنى قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيلَةِ الْقَدْرِ} أي: في ليلة التقدير لجميع أمور السَنَة، من رزقٍ وموتٍ وحياةٍ وولادةٍ ومرضٍ وصحة وخصبٍ وجدبٍ وغيرِ ذلك من جميع أمور السَنَة". اهـ


أضواء البيان ٧ / ٣٤١


فالمشروعُ للعبد أن يستقبل هذه الليلةَ العظيمةَ المباركة بالطاعة والتضرع واللجوء إلى الله تعالى وطلب العفو والعافية، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُقال فيها:


*اللهم إنّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنّي".


رواه أحمد (٢٥٣٨٤) وابن ماجه (٣٨٥٠) وصحّحه الألباني.


وكما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:


"لو عَرَفْتُ أَيُّ ليلةٍ ليلةُ القَدْر، ما سَأَلْتُ اللهَ فيها إلّا العَافِيَةَ".


رواه ابن أبي شَيْبة (٣١١٤٨) بسند صحيح.

الأربعاء، 14 فبراير 2024

حديث: (مَن سَلَك طريقًا يلتمس فيه عِلمًا) تدخل فيه العلوم الدنيوية إذا كان تَعَلُّمها بنيّة صالحة

 من فوائد الشيخ وصي الله عباس -حفظه الله- في درس البارحة [٣ شعبان ١٤٤٥ه‍ـ] في التعليق على كتاب أخلاق العلماء للآجُرِّي 

أنه قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن سلَكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنة)، 


قال الشيخ: (علمًا) نَكِرَة، فيشمل كلَّ علمٍ كالطب والهندسة إذا كان بنيّةٍ حسنة وأراد نفْع المسلمين، والمسلمون بحاجة للاستغناء عن غيرهم.


انتهى بالمعنى


قلت: ووجدت ابن رسلان -رحمه الله- قد قرر هذا في شرحه للحديث فقال:

"نكَّرَ (عِلْمًا) ليتناول أنواع العلوم الدينية، ويندرج فيه القليل والكثير - نافعًا - من فروض العين، أو من فروض الكفاية، أو من الفضائل، حتى يدخل فيه علم الطب إذ هو ضروري في حاجة بقاء الإنسان، والحساب إذ هو ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا، فإنهما من العلوم التي لو خلا البلد عمّن يقوم بها أثِمَ أهلُ البلد. ويدخل فيه علم أحوال القلب المذمومة والمحمودة، ويدخل فيه علم النحو واللغة، ومنه: علم القراءات وأصول الفقه وعلم الحديث، ويدخل فيه علم صناعة الزراعة والحياكة والحدادة وغيرها من الصنائع المحمودة". اهـ


شرح سنن أبي داود لابن رسلان ١٥ / ٦٥

السبت، 20 يناير 2024

أيهما أولى حفظ القرآن أم طلب العلم؟

جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ٢٣ /٥٥:


سُئل شيخ الإسلام:


أيُّما، طلب القرآن أو العلم أفضل؟ .


فأجاب:


أمّا العلم الذي يجب على الإنسان عَينًا، كعِلم ما أمَرَ الله به وما نهَى الله عنه، فهو مقدَّم على حِفظ ما لا يجب من القرآن؛ فإنّ طلب العلم الأول واجب وطلب الثاني مستحب، والواجب مقدم على المستحب.


وأمّا طلب حفظ القرآن: فهو مقدَّم على كثير مما تسميه الناس علمًا: وهو إما باطل أو قليل النفع.


وهو أيضًا مقدَّم في التعلم في حق من يريد أنْ يتعلم علم الدين من الأصول والفروع؛ فإنّ المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يبدأ بحفظ القرآن؛ فإنه أصل علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدع من الأعاجم وغيرهم حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم من الكلام أو الجدال والخلاف أو الفروع النادرة أو التقليد الذي لا يحتاج إليه أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها وكثير من الرياضيات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله.


فلا بد في مثل هذه المسألة من التفصيل.


والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإنْ لم تكن هذه همّة حافِظِه لم يكن من أهل العلم والدين.


والله سبحانه أعلم.


انتهى

الجمعة، 5 يناير 2024

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين.

 قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:


قد يكون الإنسان مسلمًا وليس بمؤمن، ولهذا قيل عند الرسول ﷺ عن رجل إنه مؤمن فقال: (أو مسلم) [متفَقٌ عليه]

كثير من المسلمين الآن مسلمون، ولكن ليسوا بمؤمنين، والدليل على هذا أنّ الأعمال أو الأخلاق التي عُلّقت بالإيمان تجدها مفقودة في كثير من هؤلاء: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، (لا يؤمن مَن لا يَأمَن جارُه بَوَائِقَه). الإيمان بالنسبة للمسلمين اليوم قليل.


تفسير سورة النمل ص٤٥٦


قلت: وهكذا التحكيم الكامل للشرع، والسمع والطاعة للكتاب والسنّة بحق، ذلك مفقود عند أكثر المسلمين، وقد قال الله تعالى: {إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعُوا إلى اللهِ ورسولِه ليحكمَ بينهم أنْ يقولوا سَمِعنا وأطَعنا}، وقال تعالى: {فلا وربِّكَ لا يؤمنون حتى يحكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بينهم ثم لا يَجِدُوا في أنفُسِهِم حَرَجًا ممّا قضَيْتَ ويسلّموا تسليما}، وقال تعالى: {وما كانَ لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضَى اللهُ ورسولُه أمْرًا أنْ يكونَ لهم الخِيَرَةُ مِنْ أمْرِهِم}

قال العلّامة الألباني -رحمه الله-: "أكثر الناس اليوم لا يعبدون اللهَ باتّباع سنة الرسول عليه السلام، إنّما يعبدون الله بأهوائهم"

سلسلة الهدى والنور رقم ١٩٠ د١٦

السبت، 30 ديسمبر 2023

لا تغلُ في شيء، حتى الحب والبغض!

قال صالح ابن الإمام أحمد بن حنبل: سألتُ أبِي عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما:

إيَّاكُم والغُلو فإنَّما أَهْلَكَ مَنْ كان قَبلَكُم الغُلو ؟

‏قال أبي: لا تَغلوا في شيء حتى الحبّ والبُغض! .


📚 ‏مسائل الإمام أحمد رواية ابنه أبي الفضل صالح ص٦٣