الأربعاء، 30 مارس 2022

قد اقترب الشهر المبارك

 الحمد لله رب العالمين 


والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وآله،


أمّا بعد،


فها هو الشهرُ المبارَكُ قد اقترب 


وهو شهرٌ سمّاهُ النبي صلى الله عليه وسلم: "شهر الصبر". [رواه النَّسَائي (٢٤٠٨) وغيره وصحّحه الألباني]


وقال صلى الله عليه وسلم: "كلُّ عملِ ابنِ آدَمَ يُضَاعَف: الحسنةُ عشْرُ أمثالِها إلى سبعمائة ضِعف. قال الله عز وجل: إلا الصومَ فإنه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوته وطعامَهُ من أجلي". [رواه مسلم (١١٥١)]


وهذا الاستثناء للصوم من هذا التضعيف للحسنات يدل على عِظَمِ ثواب الصوم، وأنّ الله تعالى يجزي عليه الجزاء العظيم 


قال العلماء: لأنّ الصوم من الصبر، والله تعالى يقول: {إنما يُوَفَّى الصابرونَ أجْرَهُم بغيرِ حِساب}، يعني: بغير حَد ولا تقدير، والصوم يشتمل على أنواع الصبر الثلاثة: وهي: الصبر على طاعة الله بفِعلها، والصبر عن معصية الله باجتنابها، والصبر على أقدار الله المؤلمة، كالعطش والملل والكسل الذي يحصل أثناء الصيام، لذلك كان للصائم هذا الجزاء العظيم.


⬅️وهنا تنبيهٌ مهم: وهو أنّ الثواب لا يحصل لِمَنْ لم يصبر عن معاصي الله كالغِيبة والشتم وأذيّة الناس والنَّظَر المُحَرَّم والسماع المُحَرَّم وغير ذلك؛


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس الصيامُ من الأكل والشرب، إنما الصيامُ من اللغوِ والرَّفَث، فإنْ سابَّكَ أحَدٌ أو جَهِلَ عليك فَلْتَقُلْ: إني صائم، إني صائم". [رواه ابن خزيمة (١٩٩٦) وغيره، وصحّحه الألباني]


اللغو: باطل الكلام، والرفث: الفُحش من القول.


وقال صلى الله عليه وسلم: "رُبَّ صائمٍ ليس له مِنْ صيامِهِ إلا الجُوع، ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامِه إلا السهر". [رواه ابن ماجه (١٦٩٠) وغيره، وصحّحه الألباني]


وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لم يَدَع قَوْلَ الزُّورِ والعمَلَ به فليس لله حاجةٌ في أنْ يدَعَ طعامَهُ وشرَابَه". [رواه البخاري (١٩٠٣)]


قول الزور: كل قولٍ محرَّم، وعمل الزور: كل عملٍ محرَّم.


فلنحرص على تحقيق الصبر في شهر الصبر ونحتسب في ذلك الأجر 


قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِنْ ذَنْبِه". [متفَقٌ عليه]


نسأل اللهَ تعالى أنْ يبلّغنا رمضان وأنْ يُعِيننا على الطاعةِ فيه وأنْ يتقبل منّا أعمالنا، آمين.


📌يُنظر: التنوير للصنعاني ٩ / ٢٢٨، ووظائف رمضان لابن قاسم ص١٤، وتفسير السعدي ص٧٢٠ سورة الزُّمَر:١٠، وشرح رياض الصالحين لابن عثيمين ٥ / ٢٦٧، وشرح بلوغ المرام لابن عثيمين ٣ / ٢٠٤