السبت، 21 أكتوبر 2023

حكم الدعاء لرد العين بهذا الدعاء: (بسم الله حبس حابس حجر يابس رددت عين العائن عليه وعلى أحَب الناس إليه...

 حكم الدعاء لرد العين بهذا الدعاء: (بسم الله حبس حابس حجر يابس رددت عين العائن عليه وعلى أحَب الناس إليه، فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير).


الجواب: هذا الدعاء مروي عن سعيد الساجي وهو أحد العُبّاد وذكره ابن القيم في زاد المَعَاد وسُئل الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله عن هذا الدعاء فأجاب بأنه غير مشروع وفيه نَكَارة، قال رحمه الله كما في فتاوى نور على الدرب (٣٤١):

"أما هذا الدعاء الذي ذَكَرْتَه عن زاد المعاد فلا أعلم له أصلًا ولا أرى أنه يُعتمد عليه لأن الأصل في الدعوات والتعوّذات لابُد فيها أنْ تكون ثابتة الإسناد عن الرسول عليه الصلاة والسلام وإلا فلا يكون لها ميزة خاصة، فهذا الذي ذكره ابن القيم إنْ ثبت عن الصحابة الأخيار فِعلُه وتجربته وأنه نافع فلا بأس، لكنْ فيه إشكال من جهة رد العين إلى أحب الناس إليه، هذا فيما يَظهر ظُلم، لماذا يُدعى على أحب الناس إليه؟ لماذا لا يُدعى فقط على الحاسد المؤذي الظالم؟ فهذا مما يبيّن نكارة هذا الدعاء وهذا الكلام وأنه ليس صادرًا من جهة يُعتمد عليها. 

فالذي أرى والله أعلم ألّا يُعتمد على هذا وألّا يُستعمل وأنْ يُستعمل ما شرعه الله من قراءة آية الكرسي، قراءة الفاتحة، قل يا أيها الكافرون، قل هو الله أحد، المعوذتين، وغيرها من الدعوات الصحيحة المعروفة، مثل: اللهم رب الناس أذهب الباس واشف انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما، مثل: بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس وعين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك، وما أشبه ذلك، الدعوات الطيبة التي ليس فيها ظلم لأحد ومعناها ظاهر، والله سبحانه وتعالى أعلم".

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

لو كان الدين بالعاطفة لكان جميع أهل البدع على حق!

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

"وإني أقول وأكرر أمانة أبلّغها لِمن شاءَ الله: إنّ الدين ليس بالعاطفة، الدين حدود وتشريعات مِن الله عز وجل، انظُر عملك قبل أنْ تفعل ما تهوَى نفسك، هل عملك مطابق للشريعة أم لا؟ إنْ كان مطابقاً للشريعة فذلك مِنْ فضْل الله، فافعل ما تقتضيه الشريعة. لو كان الدين بالعاطفة لكان جميع أهل البدع على حق! لأن هذا هو الذي تمْليه عليهم عاطفتهم".

اللقاء الشهري ٣٣ / ١١

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023

تفصيل دقيق في الاستعانة بالمخلوق فيما يَقْدِرُ عليه

قال العلّامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

"الإنسان مأمور أنْ يُعِينَ أخاه، لكنّ الغير لا ينبغي أنْ يستعين، لأن الاستعانة بغيره من باب السؤال المذموم، 

لكن أنت إذا رأيتَ أخاك قد احتاج إلى مَعُونَة فأنت مأمور بأنْ تُعِينَه، 

ولكن لو استعنته فإنه ليس حرامًا، ليس حرامًا عليك، 

إنما هو تَرْكٌ للأولى،

➖إلّا إذا عَلِمْتَ أنّ استعانتك به ممّا يَسُرُّه وينشرح له صَدرُه، فهنا إذا استعنته تكون مُحْسِنًا إليه، ولا يُعَدُّ هذا من المسألة المذمومة، كما فَعَل النبي عليه الصلاة والسلام حين دخل بيته ووجد البُرمَة على النار فيها اللحم فلمّا قُدِّم له الطعام قال: (ألم أرَ البُرمَة على النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله، لكن هذا لحم تُصُدِّق به على بَرِيرَة وأنت لا تأكل الصدقة، فقال: هو عليها صدقة، ولنا منها هدية) [متفَقٌ عليه].

أرأيتم بريرة في هذه الحال هل سيكون هذا الأمر شاقًّا عليها؟ أبدًا، بل سَتُسَر به وتَفرح، فأنت مثلًا إذا استعنت بأخيك بحاجة من الحوائج وأنت تعلم أنه يُسَر بهذا ويَفرح فإنّ استعانتك به تكون إحسانًا إليه، لكن لو استعنتَ بشخص يرَى أنّ استعانتك به أثقل عليه من جبل أحد، هل تستعينه؟ لا، لأنّ فيه إحراجًا عليه، وفيه إذلال لك أيضًا".


📻 تفسير سورة البقرة، الشريط ١-أ

السبت، 7 أكتوبر 2023

حداثة السن مَظِنّة سوء الفهم، والرجوع إلى أهل العلم فيه السلامة والخير

 [ حداثة السن مَظِنّة سوء الفهم، والرجوع إلى أهل العلم فيه السلامة والخير ]


قال العلّامة عبد المحسن العبّاد -حفظه الله-:


"حداثةُ السنِّ مظنَّة سوء الفهم، 


يدلُّ لذلك ما رواه البخاري في صحيحه (٤٤٩٥) بإسناده إلى هشام بن عروة، عن أبيه أنَّه قال: قلت لعائشة زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنا يومئذ حديث السنِّ: أرأيتِ قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ، فما أرَى على أحد شيئاً أنْ لا يطوَّف بهما، فقالت عائشة: كلاَّ! لو كانت كما تقول كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوَّف بهما، إنَّما أُنزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يُهِلُّون لِمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرَّجون أن يطوَّفوا بين الصفا والمروة، فلمَّا جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.


وعروة بن الزبير من خيار التابعين، وهو أحدُ الفقهاء السبعة بالمدينة في عصر التابعين، قد مَهَّدَ لعُذره في خطئه في الفهم بكونه في ذلك الوقت الذي سَأَل فيه حديثَ السنِّ، وهو واضحٌ في أنَّ حداثةَ السنِّ مظنَّةُ سوء الفهم، وأنَّ الرجوع إلى أهل العلم فيه الخير والسلامة".


📚 بأي عقلٍ ودين يكون التفجير والتدمير جهادًا؟! ص١٥