الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

فهم خاطئ لأثر ابن عباس: خير هذه الأمة أكثرها نساءً

 

في صحيح البخاري (٥٠٦٩): عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "قيل: المعنى: خير أمة محمد مَنْ كان أكثر نساءً مِنْ غيره ممن يتساوَى معه فيما عدَا ذلك من الفضائل، والذي يَظهر أنّ مراد ابن عباس بالخير: النبي صلى الله عليه وسلم، وبالأمة: أخصاء أصحابه؛ وكأنه أشار إلى أن ترْك التزويج مرجوح، إذ لو كان راجحًا ما آثَر النبي صلى الله عليه وسلم غيره، وكان مع كونه أخشى الناس لله وأعلمهم به يكثر التزويج لمصلحة تبليغ الأحكام التي لا يطلع عليها الرجال، ولإظهار... إلخ". انتهى

قلت: ويؤيد ترجيح الحافظ ابن حجر لفظ رواية أحمد في مسنده: (تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً).

فالمراد: هو الحث على التزويج وعدم العزوبة، كما في أول الأثر، إذ لو كان عدم التزويج هو الخير لفعله خير هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وهو أكثر الأمة نساءً. وليس المراد بالأثر  الحث على تعدد الزوجات.


والله تعالى أعلم


---

ثم وقفت على هذا النقل المؤيد لما سبق:


‏‎‎‎قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري ٧ / ١٤٦: "قال المهلب: لم يُرِد ابن عباس أنه مَنْ كَثُر نساؤه من المسلمين أنه خيرهم، وإنّما قاله على معنى الحض والندب إلى النكاح وترك الرهبانية فى الإسلام".


والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.