الخميس، 20 يناير 2022

فائدة نفيسة في التفاضل بين العبادات

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:


"إذا جاءنا طالبُ عِلم، وقال: إنني إذا صُمت قصّرت عن طلب العلم وصار عندي خَوَرٌ وضعف وتعَب، وإذا لم أصُم نَشِطتُ على العلم، فهل الأفضل لي أن أصوم يومًا وأفطر يومًا لأنه أفضل الصيام، أو أن أقوم بطلب العلم؟ نقول: الأفضل أن تقوم بطلب العلم.


وإذا جاءنا رجل عابد ليس له شُغل، لا قيام على عائلة، ولا طلب علم، وقال: ما الأفضل لي، أن أصوم يومًا وأفطر يومًا، أو لا أصوم؟ نقول: الأفضل أن تصوم يومًا وتفطر يومًا.


فالمهم أنّ التفاضل في العبادات وتمييز بعضها عن بعض وتفضيل بعضها على بعض أمرٌ ينبغي التفطن له؛ لأن بعض الناس قد يلازم طاعةً معيّنة ويترك طاعات أهم منها وأنفع، وقد جاء وفد إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فجلس يتحدث إليهم وترَكَ راتبة الظهر ولم يصلِّها إلا بعد العصر، فعلى هذا ينبغي للإنسان أن يعادل بين نوافل العبادات وإذا ترك شيئًا لِمَا هو أهم منه فلا يقال إنه ترَكه، بل فعَلَ ما هو خيرٌ منه، فلا يُعَد ذلك قصوراً".


 الشرح الممتع على زاد المستقنِع ٦ / ٤٧٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.