السبت، 15 نوفمبر 2025

عدوان بعض المنتسبين للسّنة وحال أهل الأهواء

 لا ننكر أنّ مِن المنتسبين إلى السنّة مَنْ عنده بغْيٌ وتجاوز في نقده لبعض أهل الأهواء والبدع من الثوريين وغيرهم، وهو بذلك آثِمٌ ومشوِّهٌ لدعوة السنّة القائمة على العدل مع القريب والبعيد

ولكن هذا لا يجعله مساوِيًا لأهل الأهواء أو أسوءَ منهم؛ فإنّ البغْيَ والعدوان على الخلْق ملازِمٌ لأهل الأهواء لا ينفكّ عنهم، وأعظم من ذلك: افتراؤهم على رب العالمين بتحريفهم للدين ومشاركة الله سبحانه وتعالى بالتشريع الذي هو حقٌّ لله وحده؛ قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "أهل الأهواء والبدع كلهم مُفْتَرُون على الله، وبدعتهم تتغلّظ بحسب كثرة افترائهم عليه، وقد جعل الله مَن حرَّم ما أحَلَّهُ اللهُ وحلَّلَ ما حرّمه الله مفترِيًا عليه الكذب... فلهذا تغلّظت عقوبة المبتدع على عقوبة العاصي، لأن المبتدِع مفْتَرٍ على الله مخالفٌ لأمْرِ رسوله لأجل هوَاه". [الحِكَم الجديرة بالإذاعة ص٣٣]

فلا مجال للمقارنة بين صاحب المعتقد الصحيح -وإنْ كانَ فاسقًا عمليًّا- وبين صاحب الهوى المعتدي على رب العالمين -وإنْ كان متظاهرًا بالعبادة كالخوارج المفسدين-.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.