الجمعة، 19 أغسطس 2016

ما فَضَلَ أبو بكرٍ الصدّيق الناسَ بكثرة صلاةٍ وصيام، إنّما فَضَلَهُم بشيءٍ كان في قلبه

قال التابعي الجليل الإمام بكر بن عبدالله المزني رحمه الله:

"إنّ أبا بَكر لم يَفْضُل الناسَ بأنّه كان أكثرهم صلاةً وصومًا، إنما فَضَلَهُم بشيءٍ كان في قلبه".

رواه أحمد في فضائل الصحابة (١١٨) وصحّح إسناده محققه الشيخ وصي الله عباس.

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:

"ولم يكن أكثر تطوُّع النبي صلى اللهُ عليه وسلم وخواص أصحابه بكثرة الصوم والصلاة، بل ببِرِّ القلوب وطهارتها وسلامتها وقوة تعلّقها بالله خشْيَةً له ومحبةً وإجلالًا وتعظيمًا ورغبةً فيما عنده وزُهدًا فيما يَفْنَى...
قال ابن مسعود لأصحابه: "أنتم أكثر صلاةً وصيامًا من أصحاب محمد، وهم كانوا خيرًا منكم. قالوا: ولِمَ؟ قال: كانوا أزهدَ منكم في الدنيا وأرغَبَ في الآخرة". [رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي].
وقال بكر المزني: "ما سبقكم أبو بكر بكثرة صيامٍ ولا صلاة، ولكنْ بشيءٍ وقر في قلبه". قال بعض العلماء المتقدّمين: الذي وقر في صدره هو حُبّ الله والنصيحة لِخَلقه... قال بعض السلف: ما بَلَغ مَنْ بلغ عندنا بكثرة صلاةٍ ولا صيام، ولكنْ بسخاوة النفوس وسلامة الصدور والنُّصح للأُمة. وزادَ بعضهم: واحتقار أنفسهم... ولهذا المعنى كان فضْل العلم النافع الدال على معرفة الله وخشيته ومحبّته ومحبّة ما يحبّه وكراهة ما يكرهه". اهـ

لطائف المعارف ص٣٥٥-٣٥٦ باختصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.