الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

الصبر على ظُلم الولاة من أصول أهل السنة والجماعة



قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

"فإنّ مِنَ العلم والعدل المأمور به: الصبر على ظُلم الأئمة وجَوْرهم، وكما هو من أصول أهل السنة والجماعة، وكما أَمَر به النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث المشهورة عنه، كما قال: ((إنكم ستلقون بعدي أَثَرَة فاصْبِروا حتى تلقوني على الحوض))، وقال: ((من رأى من أميره شيئًا يكرهه فلْيَصبِر عليه))، إلى أمثال ذلك، وقال: ((أَدُّوا لهم الذي لهم واسْأَلوا الله الذي لكم))، ونهى عن قتالهم ما صَلُّوا؛ وذلك لأن معهم أصل الدين المقصود وهو توحيد الله وعبادته، ومعهم حسناتٌ وتَرْكٌ لسيئاتٍ كثيرة.
وأمّا ما يقع مِنْ ظُلمهم وجورهم بتأويلٍ سائغ أو غير سائغ فلا يجوز أنْ يُزال بما فيه ظُلم وجور، كما هو عادة أكثر النفوس: تُزيل الشر بِما هو شرٌّ منه، وتُزيل العدوان بما هو أَعْدى منه، فالخروج عليهم يُوجِب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم. فيُصْبَر عليهم كما يُصبر عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ظلم المأمور المنهي [كما ذكر اللهُ عز وجل ذلك في كتابه] في مواضع كثيرة، كقوله: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} ، وقوله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ، وقوله: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}". اهـ


انظر: مجموع الفتاوى ج28 ص179-180. والمستدرك على مجموع الفتاوى ج6 ص125-126

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.