الجمعة، 25 فبراير 2022

التعصب للوطن مبدأ خطير

 قال العلّامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:

"إنّ الواجب يا إخواني ألّا نكون وطنيّين وقوميّين، أَي: ألّا نتعصّب لقومِنا ولوطنِنا؛ لأنّ التعصب الوطني قد يَنْضَم تحت لوائه المؤمن والمسلم والفاسق والفاجر والكافر والملحد والعلماني والمبتدع والسُّني، وطن يشمل كل هؤلاء، فإذا ركّزنا على الوطنية فقط فهذا لا شك أنه خطير؛ لأننا إذا ركّزنا على الوطنية جاء إنسان مبتدع إلى إنسان سني وقال له: أنا وإيّاكَ مشتركان في الوطنية ليس لكَ فضلٌ عَلَيَّ ولا لي فضلٌ عليك، وهذا مبدأ خطير في الواقع.

والصحيح: هو التركيز على أن نكون مؤمنين ... ولا يستقيم الأمر إلّا أنْ يكون الجامع بيننا الإيمان: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، والآية نزلت في المدينة  وكان في المدينة يهود قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها؛ ومع ذلك فلم يدخلوا في الآية مع أنهم مواطنون، فإنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- مات ودِرْعُه مرهونة عند يهودي، فهذه مسألة خطيرة.

فالمبدأ الصحيح أنّ الذي يجمع بيننا هو الإسلام والإيمان، وبهذا نكسب المسلمين في كل مكان.

أمّا احتجاج بعض دعاة الوطنية بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمكة: «إنكِ أَحَبُّ البِقَاعِ إلى الله» فلا حُجّة لهم في ذلك؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يَقُل: إنكِ أحب البلاد إِلَيّ، بل قال: «أحب البقاع إلى الله»، ولذلك قال: «ولولا أنّ قومكِ أخرجوني منكِ ما خرجت» فلم يَقُل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك من أجل الوطنية، وإنما من أجل أنّ مكة أَحَب البقاع إلى الله -تعالى-، وهو -صلى الله عليه وسلم- يحب ما يحبه الله". 

 [لقاء الباب المفتوح (٤٨)]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.