الأربعاء، 8 يونيو 2022

إنّ العلماء الفقهاء الناصحين قد يسكتون عن أشخاص وأشياء مراعاةً منهم للمصالح والمفاسد.

 "إنّ العلماء الفقهاء الناصحين قد يسكتون عن أشخاص وأشياء مراعاة منهم للمصالح والمفاسد.

فقد يترتب على الكلام في شخص مفاسد أعظم بكثير من مفسدة السكوت عنه. 

فقد سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذكر أسماء المنافقين، ولم يُخبِر بأسمائهم أو بعضها إلا حذيفة، ومتى كان يصعد على المنبر ويقول: فلان منافق، و فلان منافق؟!

كل ذلك مراعاة منه للمصالح والمفاسد.

و كان قتلة عثمان في جيش علي -رضي الله عنه- وما طعن كبار الصحابة الباقين في علي -رضي الله عنه-، ولا أحد من عقلاء التابعين، وما كانوا يركضون بالتشهير بعلي، والأحكام على هؤلاء القتلة، وكان ذلك منهم إعذار وإنصاف لعلي، لأنه لو أخرجهم من جيشه أو عاقبهم لترتب على ذلك مفاسد عظيمة، منها الحروب وسفك الدماء وما يترتب على ذلك من وهن الأمة و ضعفها.

فهذا العمل منه من باب ارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أكبرهما.

و هذا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم لماذا لم يبيِّنا عقيدة النووي وغيره، وأئمة الدعوة لم يبيّنوا عقيدة النووي وابن حجر والقسطلاني والبيهقي والسيوطي و غيرهم؟ 

فلا تظن أن كل تصريحٍ نصيحة ولا كل سكوت غشًّا للإسلام والمسلمين.

والعاقل المنصف البصير يدرك متى يجب أو يجوز الكلام ومتى يجب أو يجوز السكوت".


📚 مجموع الفتاوى والرسائل للعلّامة ربيع بن هادي المدخلي ٩ / ١٤٣ - ١٤٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.