السبت، 22 أكتوبر 2022

الكاهن، الذي يُخْبِر عن المغيبات في المستقبل، قد يَصْدُق أحيانًا، ولكن..

 عن أم المؤمنين عائشة، قالت: قُلتُ: يا رسولَ الله، إنّ الكُهَّانَ كانُوا يُحَدِّثُونَنا بالشيءِ فنَجِدُهُ حقًّا ! 

قال ﷺ:

"تِلْكَ الكلمةُ الحَقُّ يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ فيَقْذِفُهَا في أُذُنِ وَلِيِّهِ ويَزِيدُ فيها مِائَةَ كَذْبَة".

رواه مسلم (٢٢٢٨).

الكاهن: هو الذي يُخْبِر عن المغيبات في المستقبل.

القول المفيد لابن عثيمين ١ / ٥٤٥


قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:

"وقد نهَى النبي ﷺ عن إتْيَان الكُهّان، وأخْبَرَ أنّ مَنْ أتَى عرَّافًا فصَدَّقَهُ بما يقول فقد كَفَر بما أُنزِل عليه ﷺ [رواه أحمد:٩٥٣٦]، ولا رَيْب أنّ الإيمان بما جاء به محمد ﷺ، وبما يَجِيء به هؤلاء، لا يَجتمِعَان في قلبٍ واحد، وإنْ كان أحدهم قد يَصْدُقُ أحيانًا، فصِدْقُهُ بالنسبة إلى كَذِبِه قليلٌ مِنْ كثير، وشيطانه الذي يَأْتِيه بالأخبار لا بُدَّ له أنْ يَصْدُقَهُ أحيانًا لِيُغْوِيَ به الناس ويَفْتِنَهُم به.


وأكثر الناس مُسْتَجِيبُون لهؤلاء، مؤمنون بهم، ولا سيّما ضعفاء العقول، كالسفهاء والجهال والنساء وأهل البوادي ومَنْ لا عِلمَ لهم بحقائق الإيمان، فهؤلاء هم المَفتُونون بهم، وكثيرٌ منهم يُحسِنُ الظن بأحَدِهِم، ولو كان مشرِكًا كافرًا بالله مجاهرًا بذلك! ويَزُوره، ويَنْذُرُ له، ويلتمس دُعاءَه!


فقد رأينا وسَمِعنا من ذلك كثيرًا، وسببُ هذا كله: خفاء ما بَعَثَ اللهُ به رسوله مِنَ الهُدَى ودينِ الحق على هؤلاء وأمثالهم، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فمَا لَهُ مِنْ نُور}".


زاد المَعَاد ٥ / ٦٩٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.