الأربعاء، 13 يوليو 2016

هل وَصْفُ النبي صلى الله عليه وسلم الخوارج بكثرة العبادة يدل على أنهم مُخْلِصُون؟




سُئِل الشيخ العلاّمة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-:

حديث: (تَحْقِرُون صلاتكم مع صلاتهم ...)،
هل يعني أنّه وصف الخوارج بالإخلاص؟

الجواب: 

"لا، لو عندهم إخلاص لأَخَذوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ليس عندهم إخلاص، الله أعلم عندهم شيء من الرياء، وعندهم عبادة غير صحيحة ومبالَغة في العبادة، فقد جاء ثلاثة نَفَر إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبِرُوا كأنهم تقالُّوها [أي وَجَدوا تلك العبادة قليلة] فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر؟ قال أحدهم: أمّا أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أمَا والله إني لأَخشاكُم لِله وأَتْقاكُم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رَغِبَ عن سُنّتي فليس مني)

فهؤلاء الخوارج لمّا غَلَوا في العبادة وتجاوَزوا الحد وقعوا في الغلو هذا بارك الله فيكم، ضلال لا نَحمدهم عليه، بل هذا ذَمٌّ لهم لأنهم وقعوا في الغلو.

الصحابة أفضل خلق الله وأَعبد الناس لِله، يعني هؤلاء يصلّون أكثر منهم؟ وهم يقرؤون القرآن أكثر منهم؟ فهم يقرؤون القرآن ويفهمونه على غير مرامِيه ومقاصده. يا أخي أنا أقرأ آية واحدة في الصلاة على سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم خير من قيام الليل كله، فهذا غلو في العبادة، هم خارِجون عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وراغبون عنها، هم أهل ضلال، فهذا ليس مدْحًا لهم ولا يعني ثناءً عليهم بالإخلاص". اهـ


مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ج14 ص421-422

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.