الأحد، 11 سبتمبر 2016

العلّامة الألباني رحمه الله يتكلم عن جماعة التكفير والهجرة



قال -رحمه الله تعالى-:

"هذه الجماعة كانت قد ظهرت منذ بضع سنين وأثارت المشاكل بين الشباب المسلم وانحرفوا بهم عمّا كان عليه سلفنا الصالح، والبحث في هذا في الواقع طويل الذَّيل: لأن هؤلاء انْدَفعوا بعواطف إسلامية جامحة لم تقترن مع المعرفة الصحيحة بالكتاب والسنة.

وقد كُنّا التقينا مع جماعات عديدة هناك في دمشق ثم في عمّان منذ نحو قريب من عشر سنين، وتداولنا البحث والنقاش معهم طويلًا وطويلًا جدًّا، فأَذْكُر أننا اجتمعنا في ليلةٍ بعد صلاة المغرب واستمر النقاش، وكان رئيسهم قد استحضر كتاب (الظِّلال) لسيد قطب -رحمه الله-، وكتاب التوحيد وشرحه. يحتج ببعض المقالات أو الأقوال التي جاءت هناك على تكفير المسلمين جملةً وتفصيلًا. فكانوا لا يحضرون الجمعة ولا الجماعة ولا يصلُّون في مساجد المسلمين ويكفّرونهم جميعا بدءًا مِنَ الحاكم الذي يحكم بغير بما أنزل الله -وهذا بلا شك حقيقة مؤسفة وإنْ كان ليس هذا الإطلاق على بابه تمامًا-، ولكنهم مع ذلك لم يتَّخِذُوا الاسلام حَكَمًا لهم وحُكمًا لهم. الشاهد: بَدْءًا مِنَ الحاكم إلى الكَنَّاس الذي يكنِّس المسجد، كل هؤلاء عندهم كفار! استمر الحديث إلى أذان العشاء فقلنا لأحدهم أذِّنْ، فاستأذن، فعرفنا أنهم لا يصلُّون خلفنا...

كانوا في ضلالٍ مُبِين، كانوا لا يفهمون بعض النصوص مِنَ الكتاب والسنة إلا على طريقة الخوارج القُدَامَى، ولذلك نحن لم ننتسب إلى السلف عَبَثًا، ولا نقول عبثًا حينما نقول لا يكفي للمسلمين أنْ يقولوا نحن نَدْعُو إلى الكتاب والسنّة فقط. بل نحن نَزيد ونقول: إلى الكتاب والسنّة وعلى منهج السلف الصالح...

هم يركبون رؤوسهم ويفسِّرون النصوص بتفاسير غير صحيحة وبحيث تتعارض مع بعض النصوص التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم... فنسأل الله عز وجل لهم الهداية والتوفيق لاتِّبَاع ما كان عليه سلفنا الصالح في فهمهم لنصوص الكتاب والسنّة". اهـ


 فتاوى جدة، الشريط التاسع، من الدقيقة 35 إلى 43. باختصار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.