الثلاثاء، 11 مايو 2021

كلام نفيس للعلامة الفقيه ابن عثيمين فى كيفية استرداد فلسطين للمسلمين

 

كلام نفيس للعلامة الفقيه ابن عثيمين فى كيفية استرداد فلسطين للمسلمين
_________
ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: {إنّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: ١٢٨] ؛ ومهما حاول العرب، ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات، فإنهم لن يفلحوا أبداً حتى ينادوا بإخراج اليهود منها باسم دين الإسلام . بعد أن يطبقوه في أنفسهم . فإنْ هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ" .

فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: "يا عبد الله" . باسم العبودية لله ، ويقول: "يا مسلم" . باسم الإسلام ؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "يقاتل المسلمون اليهود" ، ولم يقل: "العرب".

ولهذا أقول: إننا لن نقضي على اليهود باسم العروبة أبداً؛ لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام؛ ومن شاء فليقرأ قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون} [الأنبياء: ١٠٥]

فجعل الميراث لعباده الصالحين؛ وما عُلِّق بوصفٍ فإنه يوجد بوجوده، وينتفي بانتفائه؛ فإذا كنا عِبَادَ الله الصالحين وَرِثْناها بكل يُسر وسهولة، وبدون هذه المشقات، والمتاعب، والمصاعب، والكلامِ الطويل العريض الذي لا ينتهي أبداً ! نستحلها بنصر الله عزّ وجل ، وبكتابة الله لنا ذلك . وما أيسره على الله !

ونحن نعلم أنّ المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم ؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس ، ولا على عاصمة الروم ، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام ؛ ولذلك ليت شبابنا يعون وعياً صحيحاً بأنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالإسلام الحقيقي . لا إسلام الهوية بالبطاقة الشخصية !

وأقول والعلم عند الله : لا يمكن أن تسترد الشام -وأخص بذلك فلسطين- إلا بما استردت به في صدر هذه الأمة ، بقيادة كقيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، برجال كجنود عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقاتلون إلا لتكون كلمة الله هي العليا . فإذا حصل هذا للمسلمين فإنهم سيقاتلون اليهود حتى يختبئ اليهودي خلف الشجرة فتنادي الشجرة: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله.

أما ما دام الناس ينظرون إلى هذه العداوة بيننا وبين اليهود على أنها عصبية قومية فلن نفلح أبداً ؛ لأن الله لن ينصر إلا من ينصره، كما قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَن يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:٤٠-٤١].

فنحن إذا رأينا صدر هذه الأمة، نجد أنها انتصرت على أساس التوحيد ، الإخلاص لله ، الاتّباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، البعد عن سفاسف الأمور ، عن الأخلاق الرديئة ، عن الفحشاء والمنكر ، عن تقليد الأعداء.

والمشكل أنّ من الناس اليوم من يرى أن تقليد الكفار عِز وشرف ! ويرون أنّ الرجوع إلى ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه تأخر وتقهقر ! طِبْقَ ما قال الأوَّلُون: {وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ} [المطففين:٣٢].

فعلينا -أيها الإخوة- أن نرجع؛ لنقرأ ونتأمل فيما سبق في صدر هذه الأمة، حتى نأخذ بما كانوا عليه من تمسُّك وعبودية وحينئذٍ يُكتب لنا النصر .

______________________________
تفسير سورة البقرة ١ / ١٦٩ - ١٧٠ واللقاء الشهري ٢ / ٧ وكتب ورسائل للعثيمين ٨ / ١١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.